زيارة
  (لإبراهيم زولي)
"إلى روح أمي التي تتصاعد في الليل مثل البخور"
______________________
تطلّ عليه من الغيب 
سمرتها القروية 
نقشة حنائها 
والثياب الخجولة 
رائحة المسك 
والزنجبيل اليمانيّ 
يصرخ : أمي 
يجيب صدى الصوت : أمي 
تفيق العصافير في الليل 
والشجر المتكسّر أفرعه 
يفزع الأهل 
إخوته يسهرون على 
جانبيه ْ
* * *
هو الحزن يقطف غصن 
الطمأنينة الغضّ 
كاد الصباح يخبئ طلعته 
عندما أبصر الموت في مدخل الحيّ 
يزحف 
يزحف 
قالت لنا والجلال يسير 
إلى قبة الضوء 
مغتسلاً بالبياض : 
هو الموت لا ريب فيه 
* * *
التي شيعتها النهارات 
في فرح موسميّ 
تطلّ عليّ من الغيب 
ُسمْرتها القروية 
نقشة حنّائها 
والثياب الخجولة 
رائحة المسك 
والزنجبيل اليماني ّ
أكتب في أول السطر : 
أمي 
تفتــــــّح زهر الطفولة 
في الصفحة الورقية 
أكتب ثانية 
كي أزخرف آنية الشعر 
من ياسمين الكلام على شفتيك 
كم الأرض شاحبة 
دونما كاحليك 
قفي كي أحبك أجمل 
مما مضى 
* * *
تختفي فجأة 
عن عيون المساء 
وتعرج باسمة 
للضياء الجليل 
 ___________________________________
  الإهداء من الشاعر لأمه رحمها الله
 ___________________________________