لا تحزنْ
لأنَّ القضاءَ مفروغٌ منهُ ، والمقدورُ واقعٌ ، والأقلامُ جَفَّتْ ،
والصحفُ طُويتْ ، وكلُّ أمرٍ مستقرٌّ ، فحزنُك لا يقدِّمُ في الواقعِ شيئاً ولا يؤخِّرُ ،
ولا يزيدُ ولا يُنقِصُ .
لا تحزنْ
لأنك بحزنِك تريدُ إيقافَ الزمنِ ، وحبسَ الشمسِ ،
وإعادةَ عقاربِ الساعةِ ، والمشيَ إلى الخلفِ ،
وردَّ النهرِ إلى منبعِهِ .
لا تحزنْ
لأنَّ الحزَنَ كالريحِ الهوْجاءِ تُفسدُ الهواءَ ، وتُبعثرُ الماءَ ،
وتغيِّرُ السماءَ ، وتكسرُ الورودَ اليانعة في الحديقةِ الغنَّاءِ .
لا تحزنْ
لأنَّ المحزون كالنهرِ الأحمقِ ينحدرُ من البحرِ ويصبُّ في البحرِ ،
وكالتي نقضتْ غزلها من بعدِ قوةٍ أنكاثاً ،
وكالنافِخِ في قربةٍ مثقوبةٍ ، والكاتبِ بإصبعهِ على الماءِ .
لا تحزنْ
فإنَّ عمركَ الحقيقيَّ سعادتُك وراحةُ بالِك ، فلا تُنفقْ أيامكَ في الحزْنِ ،
وتبذِّرْ لياليَك في الهمِّ ،
وتوزِّع ساعاتِك على الغمومِ ولا تسرفْ في إضاعةِ حياتِك ،
فإنَّ الله لا يحبُّ المسرفين .

تحياتي
...........