شهر العسل
في ذات يوم شعرت بضيق شديد إلى درجة عدم رغبتي في استقبال أحد ، فقلت أخلو بنفسي ساعة ، امتطيت سيارتي ومشيت أذرع الأرض على غير هدى لا ألوي على شيء وما هي إلا دقائق وإذا بي في رأس جبل البريدة تلفت يمنة ويسرة فرأيت موتيل الباحة تلك القبب التي تطل عل مدينتي الباحة والظفير ، هذا قبل أكثر من خمس عشرة سنة وقلت في نفسي لعل الوصول إليها يخفف بعض ما بي ، وما هي إلا لحظات وأنا في رأس الجبل ، ياله من منظر باذخ الكل تحت سمعك وبصرك ويزين هذا المكان الجميل شاب وسيم متأبطا ذراع محبوبته يقضيان شهر العسل هناك كما عرفت من أحد منسوبي الموتيل وأعتقد أنهما قادمان من إحدى المدن أما عن عروسته فحدث ولا حرج تمشي الهوينا، بيضاء باكرها النعيم ، لاهي بالطويلة ولا بالقصيرة ،ليست مكتنزة ولا هزيلة فسبحان الذي خلقها في أحسن تقويم ، وصاغها بدقة متناهية ( تبارك الله أحسن الخالقين ) يحسوان الشاي ويعبثان بالزهور ، الجو غائم والسماء تهمي بلطف ، أحتميت بسيارتي ، بينما هما يتجولان ـ يالروعة الحب ـ أعادتني الذاكرة إلى سننين خلت إلى شهر العسل الذي قضيته أنا وأم العيال( هي تسوق وأنا أحرِّف أو العكس ) راق لي منظر العريسين ، فتناولت وريقة وكتبت هذه الأبيات :
يانازل الموتيل طاب مســـــاك ***** ما اختار أجمـل منزل إلاِك
ترك السفوح لكل ساقط همــة * **** مستوطنا قرب النجوم هناك
وترى الندى فوق الزهورمعانقا ***** والغـــــاديات أســـيرة لهواك
في جنب غانية تمــــيس بقــدها ***** كل الجمـــال وقد حوته يداك
هممت أن أناوله هذه الأبيات كهدية مني للعريسين ،ولكن خفت أن يكون شرقي الهوى فتذهب به الظنون كل مذهب لكني آثرت السلامة وانسحبت ...
أحرِّف : أصرف الماء ( وهي فصيحة )
باكرها النعيم : بنت نعمة
الغاديات : السحب
أشكركم وعسى أن يروق لكم ما كتبت ....
@ رفيق الدرب @