مقدمة
كشفت الأبحاث الحديثة التي قام بها علماء الأرصاد عن دورة للطقس على سطح الكرة الأرضية تمتد لآلاف السنوات. فكلنا يعلم أن الأرض تدور حول الشمس وأثناء دورانها فإن محور دوران الأرض يميل بزاوية قدرها (23) درجة تقريباً.
وينتج عن ميل دوران الأرض الفصول الأربعة، ولكن هذه الزاوية ليست ثابتة وكذلك المحور ليس ثابتاً لذا فإن تغير محور الدوران وتغير زاويته على مدى آلاف السنين يؤدي إلى تغير حالة المناخ على سطح الأرض. وهذا يعني أن الصحراء التي نراها اليوم كانت قبل آلاف السنين باردة وممتلئة بالمروج والأنهار مما بؤكد انها ستزدهر بالأنهار والبجيرات من جديد.
وقد ثبت علمياً أن منطقة الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية كانت ذات يوم مليئة بالمروج والأنهار ولا تزال آثار مجرى الأنهار والأصداف البحرية موجودة حتى يومنا هذا. وقد دلت على ذلك الصور القادمة من الأقمار الاصطناعية، والتي تظهر بوضوح العديد من الأنهار المطمورة تحت الرمال في جزيرة العرب. (منقول بتصرف)
محضرة في صيف 2080 .. المشهد الأول
سامي يبلغ 21 سنة من العمر وينحدر من أصل محضري.
يسكن سامي مع والديه في طرف آخر من أطراف الجزيرة ولم يعرف محضرة إلا مرتين على عجل عندما كان والده على قيد الحياة.
أتى سامي إلى ولاية الباحة في رحلة سياحية تنظمها إحدى الوكالات السياحية التي توفد السياح الأجانب والمواطنين للاستمتاع بالبحيرات والأنهار التي ازدهرت في العقود الاخيره.
كان سامي متشوقاً لرؤية محضرة في طريق الرحلة إلى ولاية عسير وكان يتفاخر أمام الخواجات بأن أصله من هذه المنطقة الجميلة ... واستجابوا له عندما دعاهم ليرى قريته بعد طول غياب.
نصحتهم (المرشدة) السياحية التي تعمل في فرع الوكالة بـ (رغدان) بأن الأمتع لهم استخدام القوارب التي تمر عبر الباحة والظفير بعد أن تحولتا الى مدينة بحرية جميله واحدة على غرار (البندقية) ومن هناك يستقلون التل فريك للوصول إلى مرتفع (عروان) ومن ثم السير قليلا منحدرين عبر الغابات الكثيفة إلى أطراف (الهويله) (مسقط رأس جد سامي) ومن ثم استئجار قارب للعبور إلى ( الدار) مروراً ببحيرة (التومه) نظراً لأن الدار تحتضن مركزاً تراثياً لا يمكن لأي زائر ان يفوته ... فهو من ابرز معالم المنطقة. إلا أن سامي آثر استئجار حوامه (طائره عمودية) سياحية استغلالاً للوقت لقصر مدة برنامج الرحلة. .....
أقنعتهم المرشدة (هاله) بروعة الرحلة بالزورق والتلفريك فما كان من الشاب سامي الا ان وافق نزولا عند إرادتها ورغبة (القروب) وذهبوا الى إحدى محطات استئجار القوارب المنتشرة على ضفاف الباحه، سارع المسافرون الى كافتريا (Doghman ) الذائعة الصيت وترجمتها (دغمان)- الشهيرة بشطائر السالامون والبط البحري ومشروب قصب السكر المسمى (Mosas) المستقى من مصاص وهو ساق شجرة الذرة (الخريف) ومشروب الحنطة الغض المسمى (Aseefo) المستوحى اسمه من (عصيف) ... وأعجب به الخواجات ايما إعجاب لتشابه طعمه مع مشروب عندهم واخذوا معهم ما يسد رمقهم أثناء الرحلة ... وسحب كل منهم بطاقة ائتمانه على المنفذ الذي يرصد جميع ما يخرج من الكافتريا ويحسم تلقائياً بعد ان الغي في عهد الزعيم العصري رحمه الله استخدام العملة المعتادة عام 2055 .
لفت أنظار سامي وجه مالك ومشرف المطعم السبعيني وكأنه صديق قديم للمرحوم والده ... واسترجع بسرعة اسمه، عم دغمان نعم عم دغمان وربط فوراً ذلك الاسم مع اسم المطعم واقترب ليتحقق منه عن قرب وتأكد أنه هو...هو صديق والده الذي كان يداعبه عند مروره بمنزلهم للسلام على والده قادماً من ولاية (الدمام) ويحضر معه السمك الطازج الذي لا يقارن مذاقه بما تقدمه كافتريا ( Doghman) بالباحه... اوحتى ذلك السمك الذي تغنى به الكاتب الشهير(ولد الدار) اطال الله في عمره في بداياته عام 2007 في مجموعته القصصية ( من سمك في الرحيلي) ... ورائعته عام 2011 (على مائدة الساحل الشرقي) المهم ، ذهب سامي وسأل دغمان ان كان يعرف فلاناً والده الذي كان يعمل في ......يتبع