الأمير محمد بن سلمان وبرنامج التحوُل الوطني د. سعيد أبو عالي

الأمير محمد بن سلمان وبرنامج التحوُل الوطني
د. سعيد أبو عالي

تعيش بلادنا والحمد لله منذ توحيدها على يد الباني والزعيم جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله رحمة الأبرار- نهضة مستدامة. وأعني بكلمة «مستدامة» أن النهضة الوطنية بدأت ولم تتوقف برغم تباين العصور والأزمنة.. وأرجو الله لها ألا تتوقف في قابل الأزمان.

ويأتي الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله - ولا أقول «عصر سلمان» لأن الحكم السعودي - في نظري - امتداد لبعضه، والملك السعودي بفكره وأسلوبه امتداد لسابقيه من الملوك.

يأتي الملك سلمان الذي عرفته منذ طفولتي مبتسما، وأن الابتسام لا يكفيه في ذاته، بل يحب أن يتشارك فيه مع من حوله، لزرع الابتسامة في نفوسهم.

وإذا كنا نردِد مقولة «لا تعطني سمكة ولكن علِمني كيف أصطاد السمكة» فإن الملك طوال حكمه للرياض العاصمة، جعل منها العاصمة العربية الوحيدة التي تستقبل أبناء شعبها من كل صوب ليعملوا ليلا ونهارا في ظل توجيهات أمير العاصمة.

سلمان (وأحبُ أن أسميه وأفخر أيضا أن أدعوه كذلك) كان منا، نحن السعوديين، في رحلة النهضة والتطور. كل منطقة تحاول أن تحاكي الرياض.. ولكن القائد الفذ الذي يعرف الناس، ويحافظ على مصالحهم استعصت عملية محاكاته على كثيرين.

تجلت قدرات «سلمان» عندما خلف أخاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله رحمة الأبرار - فاعتلى سدة المسؤولية في بلادنا العزيزة، ولا أقول «سدة الحكم» ولا أقول «العرش» لأن خادم الحرمين الشريفين بدأ تنفيذ مسؤوليته عن بلادنا بتفصيل ملامح مشروعه الوطني في كلمة مباشرة وجهها إلى شعبه، واختار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف لولاية العهد، كما واختار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وهما من فئة شباب الأسرة المالكة. والحمد لله أبلى كل منهما بلاء حسنا في خدمة العباد والبلاد قبل الاختيار المبارك.. ولعل نجاح كل منهما في حمل الأمانة هو الذي جعل للملك حق اختيار كل منهما.

لقد شهدنا تنشيط معطيات العمل السياسي والأمني والمسؤول عنها هو سمو ولي العهد بما له من إنجازات عملية. وأصبحت الرياض بذلك محط أنظار القادة والزعماء من جميع أنحاء العالم.

إننا نتابع حركة الأميرين بإعجاب، حيث إنهما وبتوجيه من رُبان السفينة الماهر خادم الحرمين الشريفين، حولا بلادنا إلى دولة عربية رائدة تحمي الشقيق، وتصون الجار، وتساعد الصديق، وتعمل مع العرب والمسلمين، وشعوب العالم من أجل العدل والحرية والنماء والسلام.

ونتطلع بشغف إلى الإعلان عن برنامج التحول الوطني الذي وعدنا به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. الأمير محمد بن سلمان يملك النظرة الثاقبة والقراءة الحرة لأوضاع العرب والمسلمين ومن خلال هذه القراءة يتعامل مع الجميع بما يحقِق للأمة إرادتها الحرة، ومبادراتها الحرة سواء في مجال محاربة الإرهاب أو في مجال عملية النهوض بالشعوب.

نتطلع إلى برنامج يحفِز الشباب للعمل من أجل الصالح الوطني، ويؤكِد على قيام جميع المواطنين باحترام الملكيات العامة مثل المدارس والجامعات والمشافي والطرق والحدائق والغابات والشوارع وأرصفتها. نريده مشروعا يجمع بين المواطن والمسؤول في حماية النزاهة، واحترام الحقوق فيما بيننا وحقوق من يقيمون معنا للعمل معنا في بلادنا وحقوق كل إنسان يعيش على هذه الأرض. نريده مشروعا يضع المملكة العربية السعودية في مقدمة صناع الحضارة في هذا العصر استنادا إلى تعاليم ديننا الذي يكرِم الإنسان، وإلى كون بلادنا وحدها تحتضن الحرمين الشريفين، وإلى حقيقة أن قيادتنا تضع خدمة الحجاج والعُمار والزُوار على رأس أولوياتها.

إنني أعتقد بأن مشروع التحول الوطني في بلادنا سينجح بتوفيق الله ودعم القيادة وتعاون الشعب.

حياك الله سمو الأمير محمد بن سلمان، وحيا مشروعك..