إلى “فرسان” مع “علوان”
بدر أحمد كريم
زرتُ جزيرة فَرَسَان، المرتبطة إدارياً بمنطقة جازان لأوّل مَرّة، عندما كنتُ مذيعاً في الإذاعة والتلفزيون ، استقللتُ قارَباً بَحَرِيّاً متواضِعاً من جازان المدينة، به عبرتُ الشاطئ، ووصلتُ إلـى فرسان، وهناك أدار زميلي عبد الحميد بغدادي (المصور التلفزيونـي آنذاك رحمه الله) كاميرات التصوير، والتقطَ صوراً عن أماكنَ أثريةً غيرَ معروفة يومذاك، وبعد العودةِ إلـى جدة، قلتُ كلاماً عنها، أخذ طريقه عبر شاشة التلفزيون السعودي، وكان ردُّ الفِعل ملائماً، لجزيرة تسرُّ الناظرين.
الآنَ أزمعُ العَوْدَةَ إنْ شاء الله إلـى فرسان، بصحبة رجل أعمال سعودي، اسمه إبراهيم علوان قرر" تحويل جزء من استثماراته إلـى جزيرة فرسان، لإنشاء منتجعات، وفنادق، وقرى سياحية".
قبلها بأيام، كان حديث يدور بيني وبين الصديق (علي مـحَرّق) عن زيارة مع أحد أصدقائه إلـى فَرَسان، طال الحديث، والرجُل يتغنى بِفَرسان، وما فيها من طبيعة خلابّة، وآثارٍ تاريخية، وأنا أسمعُ، وأستعيد صوراً عنها "كأنـها مسرحية شيقة، تُعْرَض أمام المواطن، وما عليه إلا أنْ يعلن استحسانه لـها".
" إبراهيم علوان" وأتمنى أن يحقق ما وعد به، نموذج لمستثمر سعودي،آثرَ أنْ يضخّ أموالَه في بلدِه، وللحق والحقيقة ما أكثر هؤلاء، لكنهم يشتكون من عوائق لا يستوعبُ هذا الحيِّزُ شَرْحَها، وكم أتمنى أن تزول، وكم أتمنى أن تنتعش المشروعات الاستثمارية، في بلد أطعمه الله من جوع، وآمنه من خوف، وسواء نسيَ أحدٌ الحقيقة التاريخية لفرسان، أو لم ينسها، فلا ينبغي أن تمَسَّ الوقائعَ على أرضها من: حضارة عربية إسلامية متميزة، ومن إصلاح استثماري مُرْتَقب، يشق طريقه عبر مستثمرين سعوديين، ينطلقون داخل مجال حيوي فسيح، جعلوه عالمهم الخاص، يرتادونه غرباً، وشرقاً، وشمالاً، وجنوباً، ليربطهم بمجال استثماراتـهم، وعالمهم.