دخلَ أحدُ اللُّصـوصِ على بيتِ إمرأةٍ عجـوز ،
وأخذَ يبحث عَن أيِّ شئٍ يسرِقه ،
فشعَرَت بهِ العجوز فخافَت ،
لكِنّـها عمِلَت بعقلِها وكانت ذكِـيّةً ،
فقالت : أُفٌّ لي ما أبـلَدَني ..
كيفَ قضيْتُ عُمري دونَ زواج ؟!
فلو كُنتُ مُتزوِّجةٌ وأنا صغيره لكانَ الآن عِندي ثلاثةُ أولادٍ ،
وكُنتُ أُسمّي الكبيرُ : بكـراً والثاني : عُمَـراً ، والثالثُ : صـقراً ..
فيكونونَ عوْناً لي على الشـدائِد .
ثُمَّ صرخَتِ العجوز بأعلى صوتِها قائِلةً :
لا ! حسَـنٌ فعـلْت ؛ لأني أخافُ أن يفجعَنيَ الدّهـرُ بِهِم ،
فأظلُّ أندُبُهم وأقول :
( لاحظ بأنها تصـرُخ )
ياويْـلي يا بكـر .. ياويْـلي يا عُمَـر .. أنجِـدني يا صـقر !
( وكانَ لهذهِ المرأةُ العجوز ثلاثةَ جيرانٍ يحمِلونَ هذهِ الأسماء :
"بكر" ، "عُمر" ، "صقر" )
فهبُّـوا هؤلاء الجيران لِنجـدتِها وأمسَكَـوا باللِّصِّ
الذي إلتفَتَ إلى العجوز وقال لها غاضِباً :
ليْـتَكِ ودَّعْـتِ الدُّنـيا ولا ولَـدْتِ بكْـراً ،
ولا تكحّـلَت عـيناكِ برؤيةِ عُمَـر ،
ولا أراني اللهُ هذا الصـقر ..
ويا لكُـنَّ مِن ماكِـراتٍ أيُّها النِّسـاء ..
فما أوقعْـني في هذا إلاّ زوجـتي وأنتِ