حوار .... مع أبوناهل

قبل أن أجيب على سؤال الغالي : أبافارس
أتوجّه بجزيل الشكرلأستاذي القدير : حمود بن احمد
على الإضافة القيّمة للموضوع من خبيرتربوي لاعدمته

..............................

أبوفارس يسأل عن البذخ والثراء قائلاً :

أرتبط الثراء والنجاح بالدول المتقدمه .. بقيم كالعمل والمثابره .. والاخلاص .. والعطاء ..



... بماذا أرتبط الثراء بمجتمعنا ؟؟؟؟

من فضل الله على أهالي هذه البلاد أنّهم حديثي عهد بالثراء الفاحش
وأنّ لدينا من القيم والمباديء الإسلامية ماينبذ البذخ والتبذير وفي تصوري
أنّ النكوص والعودة إلى الجادّة أو الطبيعي أمر حتميّ وقريب .

نردد وبشكل دائم مايؤثر عن نبي الهدى صلوات الله وسلامه عليه
(نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا اكلنا لانشبع ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
ولكنّنا وبداعي الكرم والجماله و(القاله) في بعض الأحيان نتجاوز ذلك وعلى
نحو مبالغ فيه وهذا مدخل لمظاهر إرتبطت بالثراء في مجتمعنا وباتت
من مسلّماته .

مايؤلم أنّ الثراء المالي أصبح هو الفيصل في كل مقارنة ولم يعد
للثراء المعرفي أو الأخلاقي أو القيمي وجود .
أصبحنا نقيّم الشخص حسب مظهره من مسكن وسيارة وخدم وسائقين
ووو ...... ولو وجدنا شخص معتدل في صرفه المالي لوصفناه بالبخل
وحرمان نفسه من أهم ماتستحق .

هب انّ أحد الأثرياء إحتفل بزفاف إبنه وكان ذلك في قاعة أفراح
عاديّة .. واسعة ونظيفة وأثاثها جيّد .. فهل سيقبل منه أقاربه ومعارفه
ذلك ؟ ... لاأعتقد بل إنه سيوصم بالشح والبخالة وما إلى ذلك من نعوت
وقد لايتنازل بعض من يعرفهم من نفس الطبقة بالمجيء إلى مقر الإحتفال
وهذا الأمر حدث الصيف الماضي ومع أحد الشخصيات البارزة فكثيرمن
المدعوين لم يتخطى مقر الإستقبال وبعضهم تصور مع العريس ووالده
في غرفة جانبية ليتم نشر الخبر في الصحف .. سبحان الله كيف كنّا ؟ وكيف بتنا ؟

الثراء لدى الغرب في الجوهر بينما نحن عكسهم .

الثراء لديهم قيمة جمالية من الداخل والخارج
بينما نحن جمال خارجي .

الثراء عندهم يتمحور حول روح الإنسان بينما لدينا
يتركّز صوب ماحول الإنسان من جماد .

نحن لاننكر أنّ في الغرب مخالفين لهذه القاعدة ولكنّهم وبحسبة
بسيطة يشكلون أقليّة ولو قورن الأمر بنا لوجدنا العكس .

ليس ماسبق جلداً للذات بل هي حقيقة نستشعرها لأننا عشنا النقيض
قبل سنوات قريبة .