إني لأعجب ممن ضيّع البلدا = وحارب الأهل والأوطان والولدا
وكان عوناً على إخوانه شرساً = وطأطأ الرأس للأعـداء واجتهـدا
وأخلص الود للغِربان يخدمهم = وهم يسـومون أمتـَه فما انتقـدا
يهوى لقاءهـمُ بالحب متشـحاً = ويبذل الـود في إرضائهم سَـعِـدا
ويمكر السوء في إخوانه وله = في ظلمهم شغف قد مازج الكبدا
هو النفاق فلا يخفى على أحد = هي الخيانة ، هل خالفـْتَ معتقدا؟
هو انسلاخ عن الأوطان مازَجَها = صغـارُ نفـس وذلٌ شـابَهَ الوتِـدا
وكيف ينسلخ الإنسان عن وطن = مبارَكٍ شعّ نوراً خالصاً وهدىً
إلا إذا كان مسخاً ليس فيه من الـ = ـعروبة الصرف إلا الوجهُ مرتبدا
قـد زال رونقـه والتاثَ مبـدؤه = وحاد عن شرعة المختار مبتعدا
وهمّه اثنان : كرسيّ ومنفعة = يبـيـع من أجلـه ما جـدّ والتـّلـدا
وكـِذبـُه واضح للنـاس كلـّهـمِ = وضفدعُ الشؤم لذ ّ اللؤمَ فابتـردا
فما يحرّكُ من إحساسه شرفٌ = أو يُطلق الخيـرَ من مكنونـه أبداً
لا ترتجِ الخير ممن كان قدوتـَه = " أبو رغال" فلن تلقى به رشَـدا
دكتور عثمان قدري مكانسي
تحياتي
...........