يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 11-16-2008, 07:06 AM   رقم المشاركة : 7

 


الجولة الرابعة

مع الخائف الوجل

يقول عبد الله سمعت أبي يقول :

" وددت أني نجوت من هذا الأمر كفافاً لا لي ولا عليّ "

هذا الذي كان طاهر النفس ، نقي النشأة ، حافظاً لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام

كان يعلم ويوقن عظمة المهمة والواجب الملقى على عاتقه ،

ويعلم قصور العبد وقلة حيلته ويعلم عظمة الرب وعدم القدرة

على إيفاء حقه سبحانه وتعالى، فيقول :

" وددت لو أني نجوت كفافاً لا لي ولا علي "

وكان إذا دعا له رجل يقول :

" الأعمال بخواتيمها " .

وكثيراً ما كان يُسمع منه قول

" اللهم سلم سلم " .

لأن القلوب الخائفة الوجلة مهما عملت ؛ فإنها تبقى على وجل من عدم القبول

أو على وجل من أن تكون الأعمال دون الواجبات المطلوبة ،

ودون المنزلة المرجوة ، ولذلك كما قال الله عز وجل :

{ والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم الى ربهم راجعون } .

لما سألت عائشة رضي الله عنها قالت :يا رسول الله الرجل يصلي ويصوم ويتصدق

الرجل يشرب الخمر ويزني ، ثم يخاف ؟! قال :

( لا يابنة الصديق ! ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخشى أن لا يقبل منه ).

إذاً هذا حال أهل الإيمان كما ذكر الحسن البصري رحمة الله عليه عندما قال :

" لـقـد لقيت أقواماً هم أخوف منكم أن لا تقبل حسناتهم من خوفكم أن تحاسبوا على سيئاتكم " .

فهم في خوف عظيم أكثر من خوفنا من سيئاتنا ،

وخوفهم أعظم ولكن ليس من السيئات ولكنه من خوف عدم قبول الحسنات،

وهذا لا يكون الا مع عظمة الإيمان وإستحضار عظمة الله - عز وجل - وفهم الحق الواجب له سبحانه وتعالى .

ولذلك لما سئل الإمام أحمد : كيف أصبحت ؟

قال مقالة عجيبة فريدة تدل على عظيم ما كان يفقه من دين الله وما يحمل من أمر الله . قال :

" كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرائض ،

ورسوله يطالبه بأداء السنة ،

والملكان يطالبانه بتصحيح العمل ، ونفسه تطالبه بهداها ،

وإبليس يطالبه بالفحشاء ،

وملك الموت يطالبه بقبض روحه ،

وعياله يطالبونه بالنفقه ؟
" .

كلها أمور يحتاج الإنسان فيها إلى مجاهدة وإستقامة

على أمر الله - عز وجل - إتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

تحرياً للإخلاص وصدق التوجه لله عز وجل،

براءة من شهوات النفس ومجاهدة لها ،

ومحاربة لإغواء الشيطان وتزيينه ،

وفوق ذلك كله انتظار الموت على وجل وخوف، ولذلك كان - رحمة الله عليه -

مع ما كان له من قدم سابقة في العلم والعمل كان دائماً يستحضرعظمه الله عز وجل .

 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir