شدّد فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس ، على ضرورة الحجْر على من أطلق عليهم صفات «مقتحمي مقامات الفتيا» و «المتعالمين» مشيرا الى فتاوى أعلنها بعض المشايخ مؤخرا ومنها فتاوى حلّ السحر وارضاع الكبير وإباحة الغناء والاختلاط قائلا : ان استصلاح الاديان أولى من استصلاح الأبدان. وأشار أمام وخطيب المسجد الحرام الى أ نَّ مِنْ أعظم ما يقوّض المَعَالِم الحضارية، هي جَريرَة الغِشِّ والخدَاع، وأضاف : إن هذا الدَّاءِ والخُلُق الشَّرِسِ الدَّني، يخلّ بِنِظام الأمْن التّجَاري، والأمْن التعامُلِيّ، وحَرَّمَت الشريعة ذاك البُهتان، وتوعّدَت فاعِله بِالوَيْلِ والخسْرَان، وفي ذلك أُنْزِلَت سُورة مِن القرآن، :ويل للمطففين الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ،وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، ولِتِلك الخُلَّة الذَّميمَة، والعُرَّة القَاتِمة الأثيمة أقصَى المُصطفى الغاشّين عن المُجْتمع، وعَدَّهم مَارقين عَنْه، مَنْبُوذين عن سِلكه وَوَحدَتِه، فقال :«مَنْ غشَّنَا فليس مِنَّا» أخرجه مسلم في صحيحه. أي: لَيْسَ على هَدْيِنَا وسِيرَتِنا، و تشمل جميع أنواع الغش وصوره،.وأوضح فضيلته أن الغِشُّ في المعاملات هو خدِيعة المُشتَري والتَّغرير به، ومنها: خَلْطِ الجيِّدِ من البِضاعَة بالوضيع، وبَيْع الجميع على أنَّه مِن الرَّفيع، أَو كِتمَان مَا فِي السِّلَع مْن عَيْبٍ ونُقصَان، وذلك عَيْن الغش وسبيل الخذلان، ومِنها مَا يُرَوَّج له من التخفيضات عَبْر الدِّعاية الكاذبة أو الإعْلان، وما حقيقة ذلك الإنتاج، إلاّ التدليس والبُهْتَان ومن النَّاسِ منْ يُسَوِّق سِلعته بِكاذِبِ الأيْمَان، ومَا دَرى أنَّ ذلك يَسْلُبُ البَرَكة ويَخْدِش الإيمان، وأكد أن الغِشُّ ليس قَصْرا على البيع والشِّراء، بل حذَّر الإسلام من الغِشِّ في العقيدة والعبادة، وذلك بالجفاء عنهما، أو التنطع فيهما والزيادة، أو إحداث عبادات في أشهر ومناسبات لم يكن عليها سلف الأمة وأئمتها، وكذا غش الأمة في قضاياها الكبرى ومقدساتها، بالتجافي عنها والاستخفاف بشأنها، وما تفرزه وسائل الإعلام وأعمدة الصحافة وقنوات الفضاء وشبكات المعلومات من مواد فكرية مغشوشة، تلبّس الحق بالباطل، وتدنّس الفضائل بالرذائل، لاسيما غشّ المرأة المسلمة وخداعها بالتبرج والسفور والاختلاط المحرّم، ومنها الغش في المفاهيم والتلاعب بالمصطلحات، على نَحْوِ ما يحاك ضد الدعوة السلفية في هذه الأيام، واختتم أمام وخطيب المسجد الحرام خطبته موصيا الطلاب والطالبات بأن يتقوا الله، وإخلاص النِّية، والحذر من الغش في الامتحانات، فإنه خيانة يأنف عنها أهل الإباء والديانة. ولئن مَسَّكم الرَّهق في هذه المرحلة لنيل الدرجات،فاذكروا دومًا أن الآخرة هي الميدان الأزلي لاستباق رفيع الدرجات، ومرضاة رب البريات، وتلك أعظم الرجاءات. كما أوصى فضيلته المعلمين والمعلمات بناة العقول والأجيال قائلا « الاختبارات مسؤوليات، وفحصها أمانات، فاحذروا الإفراط فيها والتفريط، خذوها بالأمر الأيسر الأعدل الوسيط، فطلابنا وطالباتنا ثمرات فؤادنا، وفلذات أكبادنا، كونوا بهم رحماء عِطافا، لا إفراطًا ولا إجحافًا، وإنهم بين أيديكم أمانة، من ضيَّعها، ولم ينصح لها؛ لقي الوزر والمهانة. وأهاب الدكتور السديس بالآباء والمربين بشغل أوقات الفتيان والفتيات في الإجازات، وأن من صور الغش في ذلك الإهمال واللامبالاة، والتقصير في التربية والمتابعة، وعدم شغل الإجازة بالبرامج النافعة التي تعود على الجميع بالآثار المباركة في أمور الدين والدنيا والآخرة. وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس« إن من أعظم النعم على العباد الذرية الصالحة التي تعبد الله لا تشرك به شيئا وتؤدي الحقوق التي أوجبها الله تعالى على الخلق فقد امتن الله على عباده بالذرية فقال عز وجل ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات ) ، كما أثنى الله تعالى على من رغب إليه بالدعاء في طلب صالح الذرية من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمؤمنين. وأوضح فضيلته أن الذرية نعمة من الله تعالى من وجوه كثيرة من حيث أن الذرية تعبد الله لا تشرك به شيئا وأن الله تعالى لم يخلق الإنس والجن إلا ليعبدوه كما قال عز وجل ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) مضيفا أن صلاح الكون يكون بعبادة الله لا شريك له وفساد الكون بالإعراض عن عبادة الله والشرك به. وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الذرية نعمة من حيث أنها امتداد لعمر الوالدين وحاملة لصفاتهما وصفات أصولهما وتجديدا لذكرهما ومن حيث تعاقبهم على هذه الارض يعمرونها ويصلحونها على مقتضى الشرع الحنيف ويهيئونها لاستخدامها لطاعة الله عز وجل والاستعانة بها على مرضاته وعلى عبادته ، كما أن الذرية نعمة من الله من حيث أنها قوة للأمة ينصرون الدين ويحمون حوزة الاسلام من عدوان المعتدين وعبث العابثين والمفسدين فاذا تبين للمسلمين عظيم نعمة الله على العباد بعطائه الذرية وتفضله عز وجل بالاولاد على الاباء والامهات وجب شكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة ووجب القيام بحقوق الاولاد ورعاية مصالحهم والعناية بتربيتهم تربية متكاملة ليكونوا لبنات قوية صالحة في بناء مجتمعهم. وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي: « إنه مما يجب الاهتمام به تحصين الشباب به هو الزواج للذكور والاناث والسعي لتيسيره فإنه أمان من الانحراف وبركة على المجتمع ، فإذا بذل الوالدان أسباب صلاح الذرية ووفق الرب عز وجل صارت الذرية خيرا وبركة ونفعا للمجتمع وعملا صالحا بعد موت الوالدين.