انهيار بيت باعشن الأثري في حريق بالمنطقة التاريخية
فقدت جدة أمس أحد معالمها الأثرية اثر انهيار بيت باعشن المصنف من الدرجة الثانية بين البيوت التاريخية في جدة القديمة وذلك بعد اندلاع حريق فجر أمس الاربعاء في المبنى فيما كان سكانه من الوافدين من جنسيات آسيوية وأفريقية يغطون في نوم عميق. وكانت النيران اندلعت في سقف المبنى الذي انهار على اثرها لينتقل الحريق الى الادوار الاخرى في البيت الذي يعود تاريخ بنائه الى أكثر من 200 سنة حسبما ذكر أحد كبار السن في المنطقة وهو لا يبعد سوى أمتار عن بيت عوضة الاثري الذي انهار في حريق سابق قبل أربعة أشهر. باشر الحادث الدفاع المدني فور تلقيه بلاغاً من الجيران بقيادة العميد محمد الغامدي مدير الدفاع المدني بجدة ورئيس شعبة العمليات.. وأكد الناطق الاعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة بانه تم تحريك 9 فرق اطفاء و3 فرق انقاذ وسيارة سنوركل وتمكنت الفرق من السيطرة على النيران والحيلولة دون امتدادها الى المباني الملاصقة والمجاورة للموقع، ورغم ان ضيق شوارع المنطقة التاريخية حال دون وصول آليات الدفاع المدني الى موقع الحريق غير ان رجال الاطفاء اوقفوا الآليات على بعد 100 متر وانتشروا أسفل المبنى المحترق وفوق المباني المجاورة لمواجهة النيران من أعلى بعد اخلاء ست عمائر سكنية مجاورة احترازاً، فيما كان المبنى يتساقط تدريجياً والرياح تضاعف من اشتعال النيران.
نجاة العميد الغامدي
وجه العميد الغامدي بسرعة إخلاء الموقع.. وبعد لحظات من الاخلاء انهار المبنى كلياً ولم يتبق منه سوى اجزاء بسيطة من القواعد في الدور الأرضي وفي حين اصيب رجلا اطفاء بجروح طفيفة من اثر الحريق والانهيار انقذت العناية الالهية العميد الغامدي الذي تحدث من موقعه قبل ثوان من انهيار المبنى.
عمليات الاخلاء شملت بيتا مجاورا للبيت المحترق بعد ان انتقلت اليه النيران جزئياً كما تضرر من اثر الانهيار الكامل للمبنى المجاور له واصبح وضعه اكثر خطورة ويعود البيت لباعشن.
أشهر البيوت
يشار الى ان البيت المنهار كان من أشهر البيوت في عصره وجرى ترميمه مؤخراً وكانت حالته سليمة انشائياً وهو يعد من ضمن البيوت الاثرية التي فقدت اما جزئياً او كلياً وبلغ عددها اكثر من 75 منزلاً في حين يبلغ عدد البيوت الاثرية التاريخية في المنطقة 550 منزلاً منها 50 منزلاً من الدرجة الأولى و250 منزلاً من الدرجة الثانية و250 منزلاً من الدرجة الثالثة وقد وضع هذا التصنيف عام 1400هـ، وشهدت المنطقة التاريخية خلال الـ25 سنة الماضية انهيار اكثر من 60 بيتا أثريا في حين شهدت المنطقة نفسها خلال العامين الماضيين انهيار واحتراق مابين 10-13 موقعاً. فرق التحقيق برئاسة رئيس قسم التحقيقات بالدفاع المدني ومشاركة عدد من الضباط باشرت التحقيق لكشف الأسباب الحقيقية للحادث.
توصيلات رديئة
وذكرت مصادر بأمانة جدة ان الدراسات التي رفعت من المنطقة اشارت الى ان هذه المباني التاريخية يسكنها وافدون من جنسيات افريقية وآسيوية لايدركون قيمتها التاريخية، ويستخدمون نوعيات رديئة من التوصيلات الكهربائية كما يستخدمون أدوات طبخ رديئة.
يذكر ان المنطقة التاريخية فقدت جراء الحرائق والانهيارات والاهمال خلال العام الماضي أكثر من 5 بيوت تاريخية ثلاثة منها في حارة الشام وأثنان منها في حارة المظلوم منها بيت باناجه التاريخي وقد سكنه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهو مجاور لمنارة المؤسس ولجامع الحنفي ويرجع تاريخ بنائه الى القرن العاشر الهجري ويعتبر من اقدم المساجد في جدة.
السقوط يتوالى
كما فقدت المنطقة العديد من البيوت التاريخية منها بيت الجخدار وهو عبارة عن ثلاثة بيوت تاريخية انهار احدها وتبقى آخران مصنفان من الدرجة الأولى والثانيةغير انهما مهددان بالسقوط مثلما حدث مع بيت قطاب الذي احترق سابقاً وكذا بيت الكابلي..
وفي ذي الحجة الماضي اندلعت النيران في بيت باقيس وقبل ذلك التهمت النيران بيتاً يعود لأسرة الدخاخني وقبله عدة منازل منها بيت البغدادي الشهير والذي أتت عليه النيران كاملاً كما احترق سابقاً بيوت العمودي الذي كان يطلق عليه بيت عطية سابقاً اضافة الى بيت ابوزنادة فيما احترقت منذ بضعة أشهر بيت باعوضه الاثري. ويطالب كل من عبده أحمد الحاتمي من سكان حارة الشام وسالم باصرة من سكان حي المظلوم بالمحافظة على هذه البيوت الاثرية بانتشالها من الاهمال باعتبارها كنوزاً تاريخية تشكل عقداً فريداً يزين جيد العروس.
يشار الى ان امانة جدة عقدت خلال شهر رجب الماضي عدة دورات توعوية لسكان المنطقة التاريخية للتعريف بأهمية المنازل التي يقطنونها.. وقد عقدت الدورات بلغات افريقية وآسيوية كون سكان المنطقة التاريخية من تلك الجاليات الذين يجهلون قيمة البيوت التي يسكنونها نظراً لانخفاض ايجاراتها.