علي حمدان يطالب بضم اتحاد القدم السعودي لافريقيا
قبل عشرة أعوام طالبت بانضمام الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بدلا من الاتحاد الآسيوي لمزيد من الاحتكاك واللعب المهاري مع المنتخبات الأفريقية، وهذا بالمناسبة شيء مسموح به نظاما، المهم موافقة اللجنة التنفيذية في الاتحاد القاري المعني، مثلما انتقلت كازاخستان إلى الاتحاد الأوروبي وأستراليا إلى الاتحاد الآسيوي.
مطالبتي تلك انطلقت من عدة محاور منها الجانب الفني المرتفع في الكرة الأفريقية ومنها أيضا تقليل المسافات البعيدة للطيران في القارة الآسيوية، حيث إن أبعد مسافة مباشرة من مدينة الرياض إلى جنوب أفريقيا لا تتعدى ثمان ساعات بالإضافة إلى أن عامل تغير الوقت لا يتجاوز ثلاث ساعات من أقصى غرب القارة الأفريقية وهو ما يعني عدم مشاهدة مباريات في الصباح أو الظهيرة كما يحدث مع آسيا.
مطالبتي تلك لم يستوعبها الكثيرون ممن لا يفهمون في اللوائح والأنظمة وممن لا يعلمون عن الجوانب الفنية والإدارية والتنظيمية للعبة، ولذلك لم يتم التفاعل مع ذلك المقترح وظللنا نركض في شرق القارة الآسيوية، رغم الصعوبات والمشاكل والمسافات، واليوم تشهد بطولة دوري أبطال آسيا تقسيما لا إراديا بحيث لن يلتقي الشرق والغرب إلا في المباراة النهائية، وقريبا قد يحدث ذلك على مستوى المنتخبات.
اليوم أعتقد أننا في آسيا وفي المملكة نحتاج إلى رؤية جديدة تحتاج إلى دراسة عميقة، وبعد نظر وفكر كروي يسهم في تطوير وليس تحجيم اللعبة في القارة الآسيوية؛ بل ويسهم في تطوير مستوى الكرة من خلال تخفيف الأعباء على المنتخبات والأندية المشاركة في البطولات القارية من حيث التنقلات في مقابل إقامة مباريات أكثر وبطولات أقوى.
إن تقسيم القارة الآسيوية إلى اتحادين قاريين منفصلين سوف يساهم في تطور اللعبة بشكل أفضل ويخفف الضغوط ويقلل المسافات، بحيث يضم “اتحاد وسط وغرب القارة الآسيوية” الدول العربية وإيران ودول آسيا الوسطى والهند وباكستان بعدد من 18 إلى 20 اتحادا محليا، فيما يضم “اتحاد شرق القارة الآسيوية” بقية دول الشرق ومعهم أستراليا.
وهذا التقسيم يضمن إقامة بطولات الأندية في داخل الموسم الرياضي المتوافق مع الدول في غرب القارة الآسيوية وليس على موسمين رياضيين منفصلين كما يحدث الآن في سبيل إرضاء دول شرق القارة التي يبدأ موسمها الرياضي في فبراير وينتهي في نوفمبر.
ومع تنفيذ هذا المقترح ستكون الأمور أكثر ترتيبا ومنطقية وبالإمكان إقامة كأس وسط وغرب القارة للمنتخبات كل عامين – على غرار البطولة الأفريقية للأمم – لمزيد من الاحتكاك وإضافة بطولات قارية للأندية مثل أبطال الكؤوس، كما أن الوصول لكأس العالم للمنتخبات والأندية سيكون أقل صعوبة من استمرار الوضع الحالي.
بقي أن أشير إلى أن هذا الأمر وبحسب اللوائح ممكن، ويحتاج فقط إلى ترتيب وتحرك في الاتجاه الصحيح وإقناع الدول ذات العلاقة ثم الاتحاد الدولي “فيفا” وكلها أمور روتينية إجرائية لا تستغرق وقتا طويلا.
عن الوطن