( مع الجاد الذي استهواه التشجيع الرياضي) !!
يعتبر الترويح عن النفس بالتشجيع الرياضي من الأمــور الـمـهـمـة في حياة بعض الناس ،
إلا أن البعض أفرط في هذا الباب ،
حتى أصبح نتاج هذا الإفراط له أثر في الفكر والحياة ،
والجاد في حياته هو الذي لا يتعارض مع مواعيده وأفكاره وخيالاته
شيئا من اهتمامات متابعة المباريات ،
لأن الوقت عنده أنفس ما يملك ، واهتماماته وتطلعاته لا يمكن أن يصرفها صارف ،
فهو يتميز بفقه مجرد من الهوى وهو فقه الأولويات ،
فلا يمكن البتَّة أن تتعارض مباراة ما مع أمرا دعويا ،
أو موعدا مهما ، أو وقتا مجدولا ، أو عملا منتجا لأنه إنسانا يتميز بالجدية .
إن الواقع الملموس من بعض أفراد المجتمع هو الاهتمام بمتابعة المباريات والإفراط في التشجيع ،
وهذا لا نريد أن يكون مندوحة للجادين في أن يحذو حذوهم في التعصب والاهتمام ،
وقد تكون أيها القارئ من خلال قراءتك
تتساءل عن عدم جدوى ذلك بسبب أن التشجيع ليس فيه شيء
ولعل لسان حالك يقول ( لماذا كل هذا ؟ )
الأمر ليس إلا ساعة ونصف تقريبا ثم يقضى كل شيء ..
إن كان هذا تساؤلك فاحترم هذا التساؤل ،
لكن المسلم الذي له قيم وأهداف وأبعاد ،
لا يعيقه مثل هذا لأن اهتمامه بوقته يتمخض عن تلك القيم
التي ذابت في وجدانه بشكل تلقائي دون شطط .
إن تكوين المسلم لنفسه وتربيتها على المعاني الإسلامية
وتأطيرها على معالي الأمور ينعكس ذلك على تفكيره وتصوره وتطلعاته ،
فإذا قال الإنسان بأن متابعة الرياضة بجميع صورها
والاهتمام بها لا تؤثر على وقته وتطلعاته وتفكيره فالقول هذا مداعبة قولا أعرج!!
لأن الملموس من الذين أفرطوا في متابعة الرياضة تغيرت أشياء كثيرة في حياتهم ،
فبدلا من أن يشتري مجلة ثقافة تربوية اجتماعية علمية ، يشتري مجلة رياضية!
وبدلا من أن يتابع الأحداث والأخبار على صحيفة يومية ،
نجده يشتري صحيفة رياضية أو ينتقل مباشرة لقسم الرياضة إن أخذ صحيفة عامة!
وبدلا من أن يكتب ويرد وينمي قوته في البحث والإطلاع والرد والكتابة ،
يكون كاتبا ومميزا في منتدى رياضي!
ومن الناس من اشترى أجهزة استقبال خاصة للقنوات التي تبث الرياضة ،
حتى فقد متابعة البرامج الهامة والهادفة في باقي القنوات الفضائية!
من لا يملك نفسه سيفقد زمامها ،
وسيجد بأن مشاهدة مباراة أهم من برنامج دعوي ، أو حضور حلقة علم ،
أو انجاز أمر مهم ، وسيجد بأنه سيملك زخما ثقافيا رياضيا بدلا من ثقافات رائدة أخرى .
إن من الشباب من فتح على نفسه مجال المتابعة والتشجيع
حتى وصل ذلك إلى الاهتمام بأخبار النادي واللاعبين وتاريخهم ،
وربما اقتنى صور اللاعبين ،
حتى استولت المتابعة على مشاعره وتفكيره ،
وصرف المشاعر والعواطف والمتابعة للقضايا الرياضية إهدار لثروة هائلة
ينبغي أن تصرف في مورد مفيد يعود على الفرد بالنفع والفائدة ،
فالشاب الطموح صاحب الهمة العالية حينما يعيش مشاعر الحزن والقلق والتفكير في مباراة ما ،
فإن هذا مؤشر على ضعف الطموح وتدني مستوى الهمة
بسبب معايشته واهتماماته التي لا تناسب ما يطمح إليه..