بسم الله الرحمن الرحيم
                                  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هـل من الـمـعـقـول أن يـسـاء إلى الـرسـول , والـمـسـلـمـون بـيـن مـتــشـاغـل ومـشـغـول , إنـه أمـر يـجـلـب الـذهــول , هــذا الـتـجـاهـل يـشــيـر إلـى أي مـدلـول , إلـى خـلـو الألـبـاب وانـعـــدام الـعـقــول , فـنـبـيـنـا أكـبـر مـن أفـعـال الـعـجـول , ولـن يـتخـلـف عـن نـصـرتـه بـالـمـعـقـول , إلا حـفـيـد أو منتسب لـعـبـد الـلـه بـن ســلـول , وكــيــف نـواجـه الـلـه يـوم الـعــرض والــمــثـول , عــنـدئــذ يـنـطـبـق قـــول الـمـصــطـفـى " كــلــكــم راعٍ وكــلــكــم مــســؤول ",  بـم نـــرد ومـاذا نـــقـــول, لـم الـخـوف والـرعب  والـجــفــول ؟! نــجــيــب بـأنــنــا انـغـــمــســنـا فــي شـهــوات الــدنــيــا نـجــول ,  فـالإنـســان لـلــذود عـن كـل غـــالٍ مـجـــبـول , ومـــن الــفــطـرة حــمـايـة كــل الـمـيـول  , فــهــذه مــسـرحــيـة تـكــررت فـيـها الـفــصـول , فــقــد تعـرض لـمـثـلـهـا مـنـذ تـلـقــيـه الـوحي مـن الـمـلـكـ  الـمـهــول ,  ويـجــب ألا نــقـــف بـل نــســخــدم الـحـلـول , ولـيـس الـحـل بـحـمـل الـسـلاح والـسـيـف الـمـسـلـول , بـل الـمـقـاطعة عـلى أقـل تـقــديــر أمـر مـقـبـول , والأهــم تـطـبـيـق سـنـتـه وعـن مـخـالـفــتـه الـعـدول , ولـنـغـيـضـهـم بـاتـبـاع مـا يـأمـر بـه ومـا يـقــول , بـالـرغـم مـن أن فــعـلـهـم هـذا أظـلـم حــيـاتـنـا وجـعـلـهـا فـي ســدول , وأجـسـادنـا لـمـا فـعـلـوه أصـابـهـا الـهـزال والـنـحـول .
          
       هـل تـريـدون أن نـشـاركـهـم الأفــراح ودق الـطــبــول , أم نـعـقــد مـعـهـم صــلـحـا كــحــلــف الفضول, أم نـتـفـرغ لـمـلء بــطـونـنـا وصـيـد الـوعــول ؟ ! إذلالــنـا هـو مـا يـريـدون إلـيـه الـوصـول , فـلا نـجـعـل أعـنـاقـنـا بـأيـديـهـم كـالـذلـول , ولـيـعـلـمـوا أن اسـتـهـزاءهــم بـه لــن يـجـعـل سـيـرتــه فـي نـزول , بـل إن الــكــتــب عــن تـاريـخـه لـديـهـم فـي رواج وقــبـول  , حـتـى صـار عـدد مـنـهـم يـعـانـق الإسـلام بـالـدخــول .
        ومـن سـيـرتـه نـقــطـف أشـهـى الـثـمـار كـمـا تـقـطـف مـن الـحــقــول , فـهـو صـلـى الـلـه عـلـيـه وســـلـم كـالــوردة لايــصـيــبــهــا الــذبــول , وأنــه هـــامـة شــامــخــة وهــم الــذيــول , وهــو رفــيـع الــشــان عـالـي الــمـكـانـة مـن رب لـمـا يـقــول فــعــول , وهــم بـأفــكــارهـم وأخـلاقـهـم يــتـمـرغـــون فـي الـوحـول , فـــيـكــفـــيـهــم ســوءا اتـخـاذ الـنــســاء لـلـنــســاء بـعــول , وجـعـل الـرجــال لـلـرجـال فـحـول , دعــانـا لأكــرم الـصـفــات الــتي أنـتـم لـهـا نـفـايات وسـطـول , إنـه أمــة فـي رجـــل وأنـــتـم فــلـول , أُلـغــيــَت عــقـولـهـم مـن شـرب الـكـحـول , لــذا لـم يــفـرقــوا بــيـن أعــظـم إنــسـان وأمـثـالهـم مـن الـصـخـول , فــوح ذكــراه مـمـتــد عـبـر الـقــرون , وتـاريـخـهـم يــنــتــابـه الأفــول , هـو غــيــث خــيـر دائـم الـهـطـول , وهــو قــمـة جــبـل راســخ وهـم  ســهـول , تــزول وتــتــغــيــر بـعــد جــريـان الـسـيـول, ومـهـما أسـأتـم فـإن ذلـك لـن يــحـول ؛ عــن حــفــظ الــديـن بـنـص الــحـديـث وقــبـلـه خـيـر مـقــول , إنـنـا عـلـى يـقـيـن بأن فـعـلـكـم هـذا يـنـم عـن عـقـل جـهـول , ومـا تـطـرقـتـم لـلإســاءة إلا مـن تـطـفـل وفــضـول , ويـكــفــيــه فـخـرا أن نـصـرتـه مـن الـلـه حـق مـكـفــول , لأن اسمه بمعالي الأمور مرتبط موصول.
ويـا لـيـتـني كـنـت شـاعـرا لأنــظــم قــصــيـدة بـالــلـفـظ الـجــزول , وخــتــامـا لا أمـلــك إلا أن أقــــول : الــلـهــم يـا ربــنـا ارفــعــنــا بـالإسـلام رفـعــة الــرضـا  والــقــبــول , واجــعــل مـن أســاء لــنــبــيــنــــا وديــنـنـا فــي انــحــطــاطـ وســفــول , ولـيـس لـنـا بـغـيـر الـلـه قــوة ولا حــول .
               
.