أعلنت السلطات اليمنية أمس، وفاة وكيل وزارة الأوقاف، محمد الفسيل، فى مستشفى بالسعودية متأثرا بجراحه التى أصيب بها فى القصف الذى استهدف مسجد دار الرئاسة بصنعاء قبل أسبوعين فى محاولة لاغتيال الرئيس على عبدالله صالح.
ولا تزال الأنباء متضاربة حول صحة الرئيس صالح الذى يتلقى العلاج فى مستشفى عسكرى بالعاصمة السعودية الرياض.
وكشفت مصادر رفيعة فى العاصمة السعودية الرياض لصحيفة "الدار" الكويتية، أن السلطات السعودية تفرض رقابة صارمة على الجناح الذى يعالج فيه الرئيس على صالح حاليا نتيجة تعرضه لعبوة ناسفة انفجرت أثناء تأدية الصلاة مع كبار رجال الدولة فى دار الرئاسة باليمن.
وقالت المصادر، إن عددا كبيرا من رجال الدولة فى اليمن بينهم وزراء وقيادات عسكرية ومشايخ ورجال أعمال كبار يمنون وسعوديون من أصل يمنى منعوا جميعا حتى من إلقاء نظرة عابرة على جسد صالح المختفى فى جناح الخاص منذ اليوم الأول للحادث حتى اللحظة ومن بين من تم منعهم السفير اليمنى بالرياض.
وتؤكد التقارير الطبية صعوبة الوضع الصحى لصالح، نتيجة مضاعفات أصيب بها جراء الحادث، ففى حين يكشف تقرير طبى تم تسريبه من جهات طبية فى مستشفى القوات المسلحة بالرياض عن الوضع الصحى لصالح، يوضح أن صالح يحتاج أسبوعين لتجاوز أكثر تحديات حالته الصحية، والمتمثل فى كسر بعظم الرقبة، حيث يحتاج مثل ذلك الكسر إلى أسبوعين لالتئام مبدئى، بالإضافة إلى فشل كلوى سببته الحروق التى عصفت بأكثر من 40 % من جسده.
كما كشف التقرير الطبى أيضا أن صالح يعانى من مرض السكر، وهو ما يعد تحديا مستمرا لكل توقعات المعالج، حيث يكون المريض المحروق فى حالة البناء السلبى وانخفاض مناعة الجسم، إضافة إلى أن صالح تجاوز السبعين من العمر، وهو ما يعد أيضا تحديا آخر أمام تحسن وضعه الصحى.
كما كشفت التقرير الطبى أيضا عن أضرار إضافية فى جسم صالح، ومنها شبه شلل فى العصب البصرى الثالث، وكسر ضعيف خلف الجمجمة بالرأس، وحروق فى الرأس والوجه والرقبة وجزء من الصدر من الدرجة الثانية.
ووفقا للطبيب المعالج، فإن الفريق المكلف بحالة الرئيس، لم يتمكن من القيام بعملية التجميل بشكل مستعجل، نتيجة الإصابة الطرفية بالوجه، ولكن مع ذلك تم استخراج شظيتين من الجهة اليمنى من الصدر، كما خضع صالح لخمس عمليات لاستخراج خمس شظايا من صدره، كما لاحظ الأطباء حدوث انتفاخ فى الرقبة بعد إفاقته من مخدر أولى العمليات.
وتؤكد المصادر، أن صالح ظل أكثر من عشرة أيام يتنفس صناعيا، وذلك لأنه يواجه صعوبة قوية فى التنفس خاصة بعد بتر ثلثى رئته بسبب تدميرها من الشظايا التى مزقت بشكل تدميرى مكونات كبيرة من أحدى رئتيه.
إلى ذلك، أكدت مصادر يمنية رفيعة كانت فى الرياض مطلع الأسبوع الماضى قامت بزيارة لعدد من المسؤولين اليمنيين بينهم رئيس الوزراء الدكتور على محمد مجور، ورئيس مجلس النواب يحيى الراعى ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغنى ونائب رئيس الوزراء رشاد العليمى، حيث تحدث المصدر لـ"الدار" أن كل كبار مسئولى الدولة فى وضع صحى خطير، حيث تعرض بعضهم لقطع عدد من أطرافهم إضافة إلى إصاباتهم بحروق بالغة، وكسور فى مناطق كثيرة (العليمى مصاب بـ11 كسرا فى مناطق من جسمه) ومجور وعبد العزيز عبد الغنى "الشاش الطبى يغطى جسميهما"، وذلك نتيجة لقوة العبوة الناسفة التى تعرضوا لها، والتى وضعت لهم تحت المنبر حسب التحقيقات التى أجريت مؤخرا.