قلْبٌ على حرَّات المدينة
د/ صالح الزهراني
ـ 1 ـ
أقبلت ملءُ فمي كلام
لكنّني لمّا رايتك تخطرين كواكباً خُضْراً ، وسرِباً من يمام
ضاعت مفاتيح الكلامْ
ـ 2 ـ
أنا يا مداد الأرجوان
ورقٌ جنوبيّ يكحله الغمامْ
لكنّني ظامٍ إلى عينيك ، أبحث في مدارهما عن النجوى ، وعن فَلَقٍ ،
وبسمة اقحوان
عن نبض أوردتي التي انطفأت ، وعن خيلٍ تقاد بلا عنان
أقبلت أبحث عن مكان
في بهوه أغصان فاتحة ، وزهرة عنفوان
أقبلت أبحث في الزمان عن الزمان
عن أوجهٍ خضرٍ ، وأفئدةٍ لها من طينة الأنصار نكهتُها
فللأنصار نكهة زعفران
3 ـ
من ها هنا بدأ الغرام
نثّت حروف الشعر من فوق الثنياتِ العذابْ
جوَريةً شربت حنايا القلب والولــــه المُذاب
وانشقت الحرّات عن قمرٍ يهلّ بلا غيــــاب
عن لؤلؤٍ أنقى من البلّور يزهر من تُــــرابْ
ـ 4 ـ
ضاقت بي الدنيا فجئت إليك قافية شجيّةْ
لكنّني لمّا رأيتك هالةً بيضاءَ ، أغنية بهيّة
ضاعت مفاتيح الكلام
يبست على ثغري التحيّةْ
ـ 5 ـ
من أين يا طابه
أروي هوى حرفي
وأدير أكوابه
وأمدُّ ميناءً
للعاشق المنفي
وأفكُّ بَوّابَه
فالشعر أن أُطفي
بمشاعري داءً
بلواه منسابه
أحثو الرؤى قصفاً
للزيف من قبلي
والزيف من خلفي
نيران دبّابة
ـ 6 ـ
من أين يا حضن الرسول
آتي وأختصر الفصول ؟
من أين ، لا أدري على أيّ الموازين أبثني النجوى ، وما البحر الذي عنّي
سيحمل ما أقول ؟
النور من عينيك مشرقه ، وفي عينيك مغربه ، ولكنّ الغروبَ بلا أفولْ
ما قلت إنّي قد أقول ولا أقول
ـ 7 ـ
ضاعت مفاتيح الكلام
فعليه ساكنك السلام
وعليك يا قلبي السلام