عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2009, 11:19 PM   رقم المشاركة : 1
عندما قمنا برحلة ممتعة إلى الشدوين الأعلى والأسفل


 

كنا ذات ليلة من صيف عام 1416 ه معزومين عند
أبو هاني علي بن قشاط في منزله بقرية الطرفين وكان
من ضمن المعزومين في تلك الليلة عبد الله بن يعن الله
رئس المجمع القروي بمدينة المخواه وجأت سيرة جبل
شدا في سياق سالفة لا أذكرها ألآن قلت: معلقاَ على السالفة
فيه قصيدة لدغسان رحمه الله لا أذكر منها إلاّ الطرف الأول
ويقول فيها :
أهل ممنا يقولو ب نصبح شدا {1}
سرحوا من صلاة الصبح له محتجين{2}
قالو باحت معابرنا وذا الليل جاء {3}
حمد يا ذا الجبل مازعزك مرتنا {4}

معاني المفردات الواردة في القصيدة
[1] نصبح { نحارب}
[2] محتجين { متحصنين }
[3] معابرنا {الذخيرة }
[4] حمد { ياصلاتي على محمد} مرتنا { بنادقنا }
قال أبو هاني أسمع بجبل شدا هذا وأشوفه من بعد ولكن
ما أعرفه : يقولون ..فيه قرى ومزارع بن .. قال: عبدالله
بن يعن الله أنا أرتب لكم رحلة الخميس القادم لزيارة الشدوين
الأسفل والأعلى إذا ما عند أحدكم التزام في ذلك الموعد ونختم
الرحلة بعشاء حنيذ بالمرخ في قهوة الجبل ، قلنا نحن الموجودين
بلسان واحد{ فوق العلم ..تم } وفعلاَ هذا ما حصل في صباح
ذلك اليوم الخميس من صيف عام 1416ه عندما أتفقنا على
أن يكون تجمعنا في محطة المساعد لمساعد الشيخ بالظفير، وفعلاَ
الذين حضروا وكانوا جادين وراغبين في الرحلة هم : الشيخ
عبد الله الرّامي {رحمه الله} وعلي بن قشاط وقائد الرحلة عبد الله
بن يعن الله ونائف بن عوضه وناصر بن سعيد وأخيه عبد الله
وكاتب هذه السطور ووصلنا المخواه الساعة الثامنة صباحاَ
ووجدنا في أستقبالنا مضيفينا وهم ثلاثة من زملاء بن يعن الله
في المجمع ومن أبناء شدا الأسفل وتحركت القافلة المكونة من
ثلاث سيارات ذات الدفع الرباعي... في مقدمة القافلة مضيفينا
الثلاثة وخلفهم عبد الله بن يعن الله بسيارة المجمع وفي معيته
عبدالله الرامي وأبو شاكر وعلي بن قشاط ومحسوبكم كاتب
هذه السطور وفي السيارة التي يقودها عبد الله بن سعيد وبجانبه
أخيه ناصر ومرافقهم نائف بن عوضه وأنطلقت القافلة نحو
شدا الأسفل مروراَ بوادي مليل الكثيف بأشجار السدر المعمر
وبدأنا في طلوع الجبل إلى الثلث منه يمكن طلوعه بالسيارات
العادية كالوانيتات الدفع الثنائي وما شابهها أما الثلثين المتبقية
فالله المستعان الدبل ونمرة واحد وتمرجح ياعم ذات اليمين
وذات الشمال والسبب إن بالطريق نتوءات صخرية ملساء
بارزة في وسط الطريق الترابي المتعرج ذوالمنعطفات الحادة،
هذا الثلث الأوسط ...أما الثلث الأخير حتى وصولنا للقرية التي
رتب لنا فيها الفطور فهذا عبارة عن سطح صخري أملس زهري
اللون صلب غير مستوي طريق السيارة محددة على هذا السطح
بوضع حجارة على الجانبين لتبين المسار على هذا السطح الأملس
الغير مستوي ...مسافة هذا الخط حسب تقديري الشخصي للثلثين
الأخيرين مع تعرجاته ومنعطفاته حتى وصولنا للقرية.. لاتزيد عن
سبعة كيلو مترات قطعناه في مدة زمنية زادت عن الساعة والنصف
والمسافة من المخواة عبروادي مليل مع الثلث الأول من الجبل تزيد عن العشرين كيلو متراَ قطعناها في نصف ساعة ..وصلنا القرية
الساعة العاشرة، واستقبلنا استقبال حار، صادق، وحافل ،بالفطرة.. من
غير تكلف أو اصطناع وأجلسونا في مجلس قدموا لنا فيه القهوة
من البن الشدوي اللذيذ الكائف.. وبعدها مباشرة قالو لنا تفضلوا للفطور وأنزلونا في مجلس تحت مجلسنا الذي كنا فيه وفعلاَ وجدنا
سفرة عامرة بثلاثة جفران رعوية كل جفر على تبسي مقلقل بكامل
محتوياته والخبز المخمور موزع على الأطراف مع طيس السمن
والعسل على الأطراف وبين التباسي ...وكان فطور جاء على فاقة
بعد معاناة وعورة الطريق وبعد الفطور وشرب الشاي قالو لنا زملاء عبد الله بن يعن الله نحن بنأخذكم لقمة الجبل المطلة على المخواة حتى يجهز الغداء ..قلنا وبصوت واحد أي غداء؟؟ بعد هذا
ردوا علينا وقالوا هذا الفطور منا نحن زملاء عبد الله أما الغداء
فمن الجماعة وتعالوا شوفوا... فعلاَ خرجنا من مجلسنا على سطح
صخرة ملساء والقرية كلها على سطح صخرة والعجيب إن على
سطح هذه الصخرة يوجد شجرة رقّعة معمرة يزيد عمرها عن خمسمائة سنة حسب رواية أحد سكان القرية المثقفين وهذه الشجرة
طالعة من شق ينصف الصخرة ..ووجدنا على هذه الشجرة ثلاثة
طليان مسلوخة ومعلقة... كل طلي معلق في فرع من فروعها وقالوا
هذا غداكم من الجماعة ..أطلعوا تمشّوا رأس الجبل وعودوا تجدون
غداكم جاهز ..فيه طريق للسيارة إلى رأس الجبل للذي يرغب الطلوع بالسيارة أمّا الذي فيه شده فبأمكانه الطلوع بالرجل ولكم الخيار ..الحقيقة أنني بعدأن ركبت السيارة وطلعنا من طرق متعرجة
شديدة الوعورة لمدة ساعة حتى وصلنا قمة الجبل تمنيت أن يكون
طلوعي بالرجل أريح ..لكن أثناء طلوعنا لقمة الجبل شاهدت أشياء
ما كانت تخطر على بال بشر ...سكن بشر داخل كهوف صخرية !!!..والمواشي في كهف آخر مقابل للسكن البشري!!! والأعجب
من هذا عندما وصلنا قمة شدا الأسفل وأوقفنا سياراتنا على القمة
ونزلنا منها شاهدنا منظر مدهش من قمة هذا الجبل العجيب شاهدنا مدينة المخواة
في الأسفل منا في منظر مدهش وكأننا ننظر لها من على سطح
سحاب والمدهش أكثر أننا نشاهد في الأسفل منا سطح صخري
منبسط وعلى هذا السطح قمع صخري على شكل قدر عبد الله
رمزي أبو دغادغ.. بس على شكل مقلوبه فوهته إلى الأسفل وقاعدته إلى الأعلى... وقد قام أحد السكان ببناء حائط دايري
وفتح فيها: شبابيك، ومدخل، وحول ماتحت هذه الصخرة منزل ،
وبعد أن استمتعنا بهذه المناظر المدهشة عدنا إلى مضيفينا في القرية ووجدنا هم مجهزين غداءهم على الثلاثة الطليان التي
شاهدناهم معلقينها بالرقعة ..تغدينا وبعدها وودعنا مضيفينا
بعدما حلفوا بأغلظ الأيمان علينا أن نبقى في ضيافتهم للعشاء
وبعد أن سمحوا لنا بالعودة تحركنا الساعة الثانية بعد الظهر
ووجهتنا شدا الأعلى... آسف على الإطالة وأن شاء الله أكمل لكم
السالفة في الحلقة القادمة .

علي بن حسن







 

 

   

رد مع اقتباس