عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2009, 10:55 PM   رقم المشاركة : 1
7d6581ed2d بعض الوسائل في التأثير على القلـوب


 


بعض الوسائل في التأثير على القلــــــوب:



هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب،
وتستقال بها العثرات، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً
سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول
للهدف واستعن بالله.


الوسيلة الأول: الابتسامة:
قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة، (فتبسمك
في وجه أخيك صدقة) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً
من رسول الله صلى الله عليه وسلم).


الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :
سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك، لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة،
وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام، والنبي
صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق)،
قال عمر النديخرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)، وقال الحسن
البصري: (المصافحة تزيد في المودة).


الوسيلة الثالثة: الهدية:
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، قال
إبراهيم الزهري: (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي:
تذكّر هل بقي أحد أغفلناه؟ قلت: لا, قال: بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته
كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه.
انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك.


الوسيلة الرابعة:
الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع:
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام
ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب
والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها
قالت لليهود: (وعليكم السام واللعنة)، فقال لها رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه.


الوسيلة الخامسة:
حسن الاستماع وأدب الإنصات:
وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون
المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير
الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال: (إن الرجل ليحدثني بالحديث
فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).


الوسيلة السادسة:حسن المظهر:
وجمال الشكل واللباس فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله جميل يحب الجمال) كما
في مسلم, وعمر بن الخطاب يقول: (إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح).


الوسيلة السابعة:
بذل المعروف وقضاء الحوائج:
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَ إحسان
بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم: (أحبُ الناس إلى الله أنفعهم
للناس)، والله عز وجل يقول {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ
إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} {البقرة:195}.


الوسيلة الثامنة:
إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم:
فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء
الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم.


الوسيلة التاسعة:
أعلن المحبة والمودة للآخرين:
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر
النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره
أنه يحبه) كما في صحيح الجامع، لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا
كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة
عداء
}الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقِينَ{ {الزُّخرف:67}.



مما اعجبني ونقلته لكم بتصرف

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس