عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2008, 10:11 PM   رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب التاسع والعشرون


مامعنى المخاض؟


أجاءها " اضطرها ; وهو تعدية جاء بالهمز . يقال : جاء به وأجاءه إلى موضع كذا , كما يقال : ذهب به وأذهبه . وقرأ شبيل ورويت عن عاصم " فاجأها " من المفاجأة . وفي مصحف أبي " فلما أجاءها المخاض " . وقال زهير : وجار سار معتمدا إلينا أجاءته المخافة والرجاء وقرأ الجمهور " المخاض " بفتح الميم . و ابن كثير فيما روي عنه بكسرها وهو الطلق وشدة الولادة وأوجاعها . مخضت المرأة تمخض مخاضا ومخاضا . وناقة ماخض أي دنا ولادها . " إلى جذع النخلة " كأنها طلبت شيئا تستند إليه وتتعلق به , كما تتعلق الحامل لشدة وجع الطلق . والجذع ساق النخلة اليابسة في الصحراء الذي لا سعف عليه ولا غصن ; ولهذا لم يقل إلى النخلة .

تمنت مريم الموت في الآية .. لماذا ؟

تمنت مريم عليها السلام الموت من جهة الدين لوجهين

أحدهما : أنها خافت أن يظن بها الشر في دينها وتعير فيفتنها ذلك .

الثاني : لئلا يقع قوم بسببها في البهتان والنسبة إلى الزنا وذلك
مهلك . وعلى هذا الحد يكون تمني الموت جائزا , وقد مضى هذا المعنى مبينا في سورة " يوسف " عليه السلام والحمد لله . قلت : وقد سمعت أن مريم عليها السلام سمعت نداء من يقول : اخرج يا من يعبد من دون الله فحزنت لذلك .

وقوله تعالى إخبارا عنها " قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنة فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد ولا يصدقونها في خبرها وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية فقالت " يا ليتني مت قبل هذا " أي قبل هذا الحال " وكنت نسيا منسيا " أي لم أخلق ولم أك شيئا قاله ابن عباس وقال السدي قالت وهي تطلق من الحبل استحياء من الناس يا ليتني مت قبل هذا الكرب الذي أنا فيه والحزن بولادتي المولود من غير بعل " وكنت نسيا منسيا " نسي فترك طلبه كخرق الحيض إذا ألقيت وطرحت لم تطلب ولم تذكر وكذلك كل شيء نسي وترك فهو نسي وقال قتادة " وكنت نسيا منسيا " أي شيئا لا يعرف ولا يذكر ولا يدرى من أنا وقال الربيع بن أنس " وكنت نسيا منسيا " هو السقط وقال ابن زيد لم أكن شيئا قط وقد قدمنا الأحاديث الدالة على النهي عن تمني الموت إلا عند الفتنة عند قوله " توفني مسلما وألحقني بالصالحين " .


الجواب الثـلاثون

قال تعالى .. ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)

ما هي الزيادة التي وردت في هذه الآية الكريمة؟

روي من حديث أنس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : " وزيادة " قال : ( للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم ) وهو قول أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب في رواية . وحذيفة وعبادة بن الصامت وكعب بن عجرة وأبي موسى وصهيب وابن عباس في رواية , وهو قول جماعة من التابعين , وهو الصحيح في الباب . وروى مسلم في صحيحه عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ) وفي رواية ثم تلا ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " وخرجه النسائي أيضا عن صهيب قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه الآية " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم موعدا عند الله يريد أن ينجزكموه قالوا ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويجرنا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر ولا أقر لأعينهم ) . وخرجه ابن المبارك في دقائقه عن أبي موسى الأشعري موقوفا , وقد ذكرناه في كتاب التذكرة , وذكرنا هناك معنى كشف الحجاب , والحمد لله . وخرج الترمذي الحكيم أبو عبد الله رحمه الله : حدثنا علي بن حجر حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزيادتين في كتاب الله ; في قوله " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال : ( النظر إلى وجه الرحمن ) وعن قوله : " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون " [ الصافات : 147 ] قال : ( عشرون ألفا ) . وقد قيل : إن الزيادة أن تضاعف الحسنة عشر حسنات إلى أكثر من ذلك ; روي عن ابن عباس . وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة آلاف باب . وقال مجاهد : الحسنى حسنة مثل حسنة , والزيادة مغفرة من الله ورضوان . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الحسنى الجنة , والزيادة ما أعطاهم الله في الدنيا من فضله لا يحاسبهم به يوم القيامة . وقال عبد الرحمن بن سابط : الحسنى البشرى , والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم ; قال الله تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " [ القيامة : 22 - 23 ] . وقال يزيد بن شجرة : الزيادة أن تمر السحابة بأهل الجنة فتمطرهم من كل النوادر التي لم يروها , وتقول : يا أهل الجنة , ما تريدون أن أمطركم ؟ فلا يريدون شيئا إلا أمطرتهم إياه . وقيل : الزيادة أنه ما يمر عليهم مقدار يوم من أيام الدنيا إلا حتى يطيف بمنزل أحدهم سبعون ألف ملك , مع كل ملك هدايا من عند الله ليست مع صاحبه , ما رأوا مثل تلك الهدايا قط ; فسبحان الواسع العليم الغني الحميد العلي الكبير العزيز القدير البر الرحيم المدبر الحكيم اللطيف الكريم الذي لا تتناهى مقدوراته . وقيل : " أحسنوا " أي معاملة الناس , " الحسنى " : شفاعتهم , والزيادة : إذن الله تعالى فيها وقبوله .

والله أعلم

تفسير القرطبي

وابن كثير

( والحمد لله رب العالمين )

الأخ العزيز .. عبد الله رمزي .. جزاك الله خير

وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمـــال

وكل عام وأنت بخير

وأرجو المعذرة إن حصل مني قصور

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس