عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2011, 10:31 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية ابوحاتم
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوحاتم is on a distinguished road

خطب الجمعة من المسجد الحرام


 

اخواني خطرت لي فكرة وضع نسخة من خطبة الجمعة من السجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة للإستفادة من مايرد بها من نصائح وعبر وساحاول بمشيئة الله الحرص على وضعها اسبوعيا على الساحات متمنيا للجميع التوفيق والله من ورا اء القصد .
خطبة الجمعة من المسجد الحرام الجمعة 3/6/1432
لفضيلة الشيخ / سعود الشريم


الخطبة الأولى
أمّا بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، مِن رَحمةِ الله جَلّ وعلا عَلَى عِبادِه أَن بَعثَ رسولَ الهدَى شاهِدًا ومُبشِّرًا ونَذيرًا، وداعيًا إلى اللهِ بِإذنِه وسراجًا مُنيرًا، ولقَد لَقِيَ صَلواتُ الله وسلامُه عليه خالقَه ومولاه وهو لم يدَع خَيرًا إلا دلَّ الأمةَ عليه، ولا شرًّا إلا حَذَّر الأمَّةَ منه.
وإنَّ مما حذَّر منه أمتَه الفتنَ التي تكون آخرَ الزمن وتكاثُرها وترادُفَ حلقاتها، والغواسِق التي تُحيطُ بالناس والمُجتمعات من كل جانبٍ، فتمُوجُ بهم كمَوجِ البحر، وتقعُ القَوارِعُ في دارِهم أو قريبًا مِن دارِهم على حِين غِرَّةٍ لم تخطُر على بالِ آمِنٍ لاهٍ، ولم تلُحْ له في أُفُق؛ فتحِلُّ الفجأة، وتعظُم الدهشةُ والذهول؛ لهولِ الأحداث والمُستجدَّات وسرعتها، حتى يتلقَّاها السامعُ والمُشاهِد ولا يكادُ يُسيغُها إلا بشَرَق الرَّوْع؛ لأنها لم تدُر بخلَده أو تقع في ظنِّه أنَّ غِيَرًا وأحداثًا كونيةً واجتماعيةً وسياسيةً وفكريةً ستحلُّ فجأةً على وجهِ التسارُع والتدافُع.
وهذا ما يُذكِّرنا بما أخبرنا به المصطَفَى عن أشراطِ السَّاعةِ وقيامِها في سرعةٍ لم تخطُر على بالِ الأحياء إبَّانَها، كما جاء في "الصحيحين" أنَّ النبيَّ قال: ((لتقُومنَّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايَعانه ولا يطوِيانه، ولتقُومنَّ السّاعةُ وقد انصرفَ الرجلُ بلَبنِ لِقحَته فلا يطعمُه، ولتقُومنَّ الساعَة وهو يُليطُ حَوضَه فلا يسقِي منه، ولتقُومنَّ السّاعة وقد رفَع أكلَته إلى فِيه فلا يطعَمها)).
كلُّ ذلك -عباد الله- دليلٌ على سرعة وقوعِ الحدث وما يحمِلُه من مفاجآت، وأنَّ نفسًا لا تَدري ماذا تكسِب غدًا ولا بأيِّ أرضٍ تموت.
ألا وإنَّ تعاقُبَ الأحداث وترادُفها وطلبَ بعضها بعضًا طلبًا حثيثًا لهو من سِمات هذه البُرهة من الزمن الحاضِر الذي بلَغَت فيه الحضارةُ المادّية أوْجَها، والغليَانُ المعرفيّ والتِّقَنيُّ قمَّته، ويخلقُ الله ما لا تعلمون.
ولقد صار مِن سرعة الأحداثِ والمُدلهِمَّاتِ أن رياحَها لا تُتيحُ لأيِّ رمادٍ أن يجثِمَ مكانَه، ولا لأيِّ جمرةٍ أن ينطفِئَ وميضُها، فتتراكمُ التداعيات بعضُها على بَعضٍ ليخِرَّ سَقفُ الهدوء، وتُقبِلَ فُلولُ الطوارِق والمُفاجآت في عسعسةِ الليل أو تنفُّس الصبح.

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ابوحاتم ; 05-10-2011 الساعة 10:59 PM. سبب آخر: تعديل العنوان

   

رد مع اقتباس