لم يبق إلا أن استهدي عطف إبني أو أحدهم بأن يتنازل عن طلبه اليومي
بأن تكون فسحته اليومية بحدود ثلاثة ريالات بدلا من عشرة ريالات فما فوق
، وتبريره : أسوة بأصدقائه الذين تبلغ فسحهم بحدود العشرة والعشرون ريالا
بل ربما تصل إلى أكثر من ذلك بكثير مقلدا ولد لمعالي أو ولد المسؤال !!
، الكثير من الأسر من ذوي الدخل المحدود
د وأقصد ــ أهل المرتبات خاصة وخاصة أبو أربعة آلاف قصدي أبو صدقة
! فما دون ــ يعانون محنة قاسية في حياتهم اليومية كل صباح عند ذهاب أبنائهم الصغار
إلى مدارسهم يوميا بسبب إلحاح أبنائهم أو بعضهم وزنِّهم بأن تكون مقدار فسحتهم عشرة
أو عشرون ريالا أسوة بإبن المعالي والمسؤال في مدرستهم
أو في محيطهم العائلي الكريم !
. فعندما يرون بعض الطلاب في مدرستهم يحملون مبالغ أكبر من مبالغهم يصابون بالإحباط
وسينعكس ذلك حتما على نفسياتهم ومشاعرهم
مما ينعكس أخيرا على تعاملهم مع والدتهم أوعلى والدهم كل صباح بالزن إلى حد البكاء
بأن يعطوهم مبالغ أكبر للفسحة !،
ويحزنني حقيقة منظر ذلك الطفل الذي تتقاطر دموعه ووجهه محمرا خجلا ،
والسبب هو أن مقدار فسحته تقدر بريال أو ريالين
ـ حسب كلام أحد الأبناء عن سبب بكائه وضيقه ـ
..وعند سؤاله : يتبين أن سبب بكائه قلة المبلغ الذي يأخذه من والديه للفسحة
مقارنة بالمبالغ التي يحصل عليها قرناؤه معه في الصف
برغم أنه يأخذ معه ساندويتش إما بيض أو جبن أو غير ذلك
، إضافة إلى العصيرات المعروفة إما عصير برتقال أو حليب شوكولاته أو غيرها..!
! ولكن هو التقليد الخاطيء لبعض الطلاب الأبرياء للآخرين
والذين تبلغ فسحهم عشرون ريالا فما فوق
، ولقد دخل أحد أبنائي علي في مكتبي ذات يوم وعيونه تكاد تخرج من محاجره
ا تعجبا واندهاشا
من أحد أصدقائه الذي أعطاه والده خمسين ريالا دفعة واحدة فسحة له !!
وهو بذلك يلومنا أن مقدار فسحته قليلة جدا مقارنة بفسحة زميله !!
... هذه هي مشكلتنا الإجتماعية حقيقة
..يدخل إبني وإبنك البريئون المدرسة ولم يعتدوا على البذخ والدلع
فيرى جميع الأصناف من الأطفال ففيهم المدلع بإسراف ومنهم المنتفخ من الدلع وغيرهم !!
، وهذا ممايفسدهم ويقلب عقولهم علينا كآباء أو أمهات وترتسم في عقولهم وفي نفوسهم كثيرا
من الأسئلة
ــ لماذا نحن لسنا مثلهم ؟
ــ بسبب مايشاهدوه في واقعهم الميداني من قرنائهم
.
.بدعة جديدة تجلت حاليا في هذا الزمن بين أطفالنا وهو الطمع وحب الاستحواذ ،
وأصبحت قناعتهم صعبة جدا لايقنعهم القليل
، ولايمكن أن يملأ عيونهم مقدار الفسحة اليومية إلا أن تكون من العشرة ريالات فما فوق
..وإلا سيعتبرونها جشعا وبخلا منا .
.رحم الله تلك الأيام الخالية التي كانت فسحتنا المدرسية من البيت
محشوا جبن كرافت أو بيض !
! تلفها الوالدة أطال الله بقاؤها وما أحلاها وما ألذها من فسحة
وخاصة مع البيبسي أو الميرندا أم قارورة في ذلك الوقت
..أما الآن تقوم الأم بإعطاء طفلها ساندويتش عجينة فول سوداني ، أو جبن كرافت سائل او زعتر او لبنه
، أو بيض شكشوكة ، أو فلافل مع عصير برتقال أو حليب المراعي شوكولا مع عدة ريالات أيضآ
ا ويجب ألا تقل عن عشرة ريالات على الأقل ويالله الخراج والسلامة منه أو منهم ،
علما أن إبن أخي في المتوسط يرى أنه عيبا أن يأخذ فسحة معه في هذه المرحلة ،
ولذلك هو يرفضها تماما !! بالرغم أني أحاول أقنعه بأني أنا الكبير والموظف أخذ فسحة معي
يوميا وأتناولها في مكتبي ،
ولكنه لم يقتنع أبدا ويستعيض عنها بريالات نقدا !! ،..
.يشتكي أحد الآباء محدودي الدخل من مشكلة الفسحة التي تؤرقهم كل صباح
بسبب أن أطفالهم الطلاب يطلبون مبالغ كبيرة من أجل الفسحة اليومية أسوة بأصدقائهم ..
.وهذا كله بسبب أن بعض الآباء لايعي ولايراعي هذه القضية التي تثير الحساسية لدى الكثير
من الأطفال الآخرين الأقل معيشة والذين يأخذون أقل من غيرهم ...
أخواني وأخواتي
أطفالنا أمانة في أعناقنا فالكثير منهم أصيب بالسمنة المبكرة
بل وأصيبوا بمرض السكري !
! وهذا بحد ذاته خطرا يهدد مستقبل صحتهم بسبب لامبالاتنا المتناهية
وتبلدنا في توجيههم الوجهة السليمة في التغذية الصحية
، فهذه الريالات التي نعطيهم إياها كل صباح
قد تضرهم من غير ما نشعر نحن ولا هم يشعرون أيضا
، لأنهم يعتبروننا قدوتهم في هذا الأمر
، فهم يقومون بشراء الشبس والشكولاتات من المقاصف المدرسية
ويتركون الأكل المفيد المعطى لهم بواسطة السندوتشات
أذكر لنا عن فسحتك التي كانت تلفها لك الوالدة أطال الله بعمرها إن كانت من الأحياء
ورحمها الله إن كانت ليست من الأحياء
أو من يقوم مقامها في زمن دراستك في الإبتدائية أو المتوسطة
وهل كنت تقتنع باليسير منها ؟
وكن جريئا فلا تظن اننا نستدرجك لمعرفة عمرك
وأخيرا هل تكتفون حاليا بإعطاء أبنائكم ساندوتشات كفسح لهم للمدرسة أم لابد من الريالات معها ؟
وماهو المبلغ المقبول في ظنكم للفسحة اليومية ؟
وهل ترون أنه يجب مراعاة مشاعر الأطفال الآخرين الذين ربما يكونوا مع أطفالكم في نفس المدرسة
والأقل في مستوى معيشتهم ؟
دمتم بخير