عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2013, 12:55 AM   رقم المشاركة : 10

 



وحقا، تعد «دار دبغ شوارة» من أقدم دور الدبغ التي أسست في فاس، والتي بلغ عددها قبل قرنين نحو 19 دارا، ما زال يعيش منها 3 دور، هي «دار دبغ سيدي موسى» التي تعد الأصغر وتتوافر على مخرج إلى ساحة النجارين، و«دار دبغ شوارة»، و«دار دبغ الطالعة الكبيرة». ولهذه الأخيرة خاصية لأن خلفها الطالعة الكبيرة عند مهبط سوق «الدراقين»، وهي سوق لها ارتباط وثيق بالجلد، وبمحاذاتها توجد سوق «اللباطين». وقبل وصول الجلود إلى دار الدبغ لا بد أن تمر في فندق اللباطين حيث يوجد هناك من يشترون الجلود ويتركونها لفترة طويلة في الماء والجير (الكلس) حتى تصبح قابلة لإزالة الصوف منها، والصوف يباع بدوره في سوق يطلق عليها «سوق الذهبان».




هذا، وكان الدباغون في «شوارة» يستعملون في السابق المواد الطبيعية فقط للصبغ، مثل الخابوري والزعفراني وزق الحمام وقشور الرمان وتاكاوت. وبعد أن يدخل الجلد دار الدبغ يمر بمرحلة «المركلة»، وهي الأحواض التي توضع فيها الجلود لمدة 10 أيام، و«المركل» هو مكان تغسل فيه الجلود. وبعد أن تخرج من «المركل» تدخل الجلود إلى «جفنة» أو «قصرية» (على شكل إناء كبير) لتدبغ وتصنف حسب النوع واللون.



ويقول محمد بن عبد الجليل إن «عمال الدباغة أثناء مزاولتهم لمهنتهم وبغرض الترويح عن النفس والتخفيف من عناء التعب، اعتادوا على الغناء وترديد الأهازيج. إذ يعرف أصحاب هذه المهنة بقوتهم البدنية كما يعرفون بقوة حناجرهم. وكثرة من مطربي الملحون (وهو أحد الألوان الغنائية التقليدية في المغرب) كانوا دباغين، ذلك لأن البنية القوية لعمال الدباغة تساعدهم على ما يسمى بـ(الكباحي) وهو عبارة عن أهازيج يتغنى بها الدباغة أثناء مزاولتهم العمل». وهنا أشار إلى واقعة تاريخية عندما أدى الدباغون دورا كبيرا في حركة المطالبة باستقلال المغرب التي انطلقت من فاس عام 1944.


عودة إلى مراحل الصناعة نفسها، بعد أن تخرج الجلود من «القصرية» تجفف في «باب الكيسة» أو «باب الحمرا»، وكانت الجلود عادة تجف بباب الكيسة حيث توجد تلة مرتفعة. وبعد أن تجف الجلود تصل إلى مرحلة «الدلك» حيث يزال منها ما تبقى لكي تصبح لينة، وتصنع منها البلغة، وأفضل أنواع البلغة ما يسمى بـ«الظهرية» أي وسط الجلدة.















الصور والمعلومات عن مدينة فاس التاريخية من مزاعيط المغرب

 

 

   

رد مع اقتباس