أكرر شكري للأستاذ عبدالرحيم وللأستاذ الغالي بن ناصر وألف سلامة عليك وماتشوف شر..


_________________________________________________________________

في معركة تريبيا استغل هنبعل أو هانيبعل الأرض لصالحه .. بل كل الظروف , مثل الضباب الكثيف وتساقط الثلوج والبرد والأرض الموحلة (حكمة أباه دع الأرض تقاتل عنك) كذلك تهور العدو فلم يرحم احد منهم وكانت النتيجة قاسية على روما أكثر من عشرين ألف تم إبادتهم مع القنصل بخلاف من غرقوا في النهر خوفا من سيوف حنبعل .. بعد هذا المعركه ذاع صيت حنبعل في إيطاليا وأصبح الكل يخافه .

سبحان الله روما سيدة العالم في ذلك الوقت بجيوشها وتطور أسلحتها ك(المنجنيق والدروع الحديدية) وأساطيلها البحرية لاتستطيع مواجهة هذا القائد وتتهرب منه !!


بعد هذه المعارك إنتخب مجلس الشيوخ الإيطالي لأول مره من 50 عام حاكما مستبدا الاوهو الديكتاتور (الدكتاتور)فابيوس مكسيمو حاكما لايطاليا وكان داهيه لذا قرر عدم مواجهة حنبعل وإتباع سياسة أخرى (كانت ناجحة) ألا وهي محاصرة حنبعل وقطع كل الامدادات والغذاء وحرق الأراضي من حوله !! والحقيقة نجحت خطته فتم فرض حصار شديد على القرطاجيين الغزاه في إيطاليا ومات البعض من الجوع والمرض واستشرت الأمراض في جيش حنبعل حتى أنه فقد إحدى عينيه ولم يجد من يعالجه !!

بدأ حنبعل يفقد جنوده الواحد تلو الآخر (الموت البطيء) حاول القائد إستفزاز روما لحرب جديدة لكن دون جدوى .. كل هذه المحن والقيادة في قرطاج تتفرج على قائدها يموت في روما ؟؟والسبب ساذكره فيما بعد .. بقي حنبعل على هذا الوضع المؤسف حتى جاء الفرج .. كيف ؟
بمجرد إنتهاء ولاية فابيوس من السلطه تسلم قناصل جدد الحكم على رأسهم القنصل الشاب (غايوس فارو) كان متحمسا لقتال حنبعل وإخراج روما من هذا الكابوس والوضع المذل فحشد جيشا يعد أعظم جيش تحشده روما عبر تاريخها خيرة الجنود وأفضل القادة قدره البعض ب85 الف مقاتل متدربين ومحترفين للقتال موزعين على 8 فيالق !! بخلاف الخياله .. جيش مرعب حقا .


تحرك فارو بجيشه المهيب نحو الجنوب لملاقاة حنبعل إختار فارو الأرض المناسبة لجيشه تدعى (كان) أو كاناي .



معركة كاناي :

أشهر المعارك في التاريخ القديم لكثرة القتلى وللتخطيط السليم فيها .. كانت لحنبعل مقوله شهيره (قوة خصمك سلاح ذو حدين) ؟؟ يقصد إما أن يستفيد منها بشكل مثالي أو تكون كابوس عليه وبالتالي ينقلب السحر على الساحر وتصبح قوته هذه سبب خسارته الفادحه .. سيتضح كلامه فيما بعد ..!!


شاهد القائد خصومه يفترشون سهل (كان) فاسرع إلى قيادته المكونه من مهربعل قائد النوميديين وماجو أخوه وبدأ يتخيل هذه المعركة .. سر ذكاء وقوة حنبعل الحربي في أمرين : توقعه الصحيح للأحداث مستقبلا (الالهام) وإيهام العدو وإستدارجه ليخرج كل طاقاته ليقع في الفخ ..ومن ثم يتم الإجهاز عليه وسحقه .


وجد المعسكر هائج ومائج والخوف بعيون الكل فأبتسم كالعاده وقال سنقضي عليهم !! كانت عبارته كالسحر فيهم فهم يعرفون من حنبعل ويعرفون تقديره للأمور بدأ بشرح الخطه وهي سيصطف جيش العدو أمامنا بهذا الشكل بالمناسبه يعرف أساليب الرومان وهي القتال ككتلة بشرية واحده متماسكة وإختراق صفوف الخصم من العمق !!
ستضغط مقدمة الجيش على مقدمة جيشنا (أشار بإلحاح على مقدمة جيشه بأنه أهم جزء في هذه الحرب) بمعنى هو من سيتحمل أعباء هذه الحرب فإن صمد نجحت خطتنا فأوكل القياده لأخيه ماغو , بالطبع سيتقوس جيشنا على شكل هلال حول الجيش الرومي
عندها سيطلب قائدهم مزيدا من الجنود الاحتياط لقسم جيشنا إلى قسمين ولإحداث ثغرة في تشكيلة هذا القوس ولكننا لن نسمح لهم .




سيكمل الاحتياطي القرطاجي(الأفارقه) محاصرة جيش روما من كلا الجانبين (الكماشة) .. الفخ





عندما يتغلب فرساننا على فرسانهم سيهاجمون أخر ثغرات العدو من الخلف
كانت امال حنبعل بعيده جدا لايريد الانتصار أو طرد الاف الروميين بل ...؟؟ أعتقد أنها معجزة فهل سيحققها ؟؟
سأذكر بعض تفاصيل المعركة في الجزء القادم بالتفصيل للإختصار .


في الثالث من أغسطس 216 قبل الميلاد ألتقى الجيشان جيش رومي قوي به أكثر 85 الف أمام جيش حنبعل لايزيد عن 25 الف جيش منهك من الأمراض والجوع ..!! لكن الاراده والتصميم كانا سلاح هذا القائد الفذ بخلاف الدهاء الحربي.
كان حنبعل على غير العاده يراقب المعركه عن بعد ويستخدم إشارات معينه لتحريك جيشه المنتشر على شكل قوس .. أمر حنبعل فرسانة بقيادة مهربعل بإخراج فرسان العدو خارج مسرح العمليات وإبعادهم عن الحرب مهما كان الثمن .. لتتم الخطة بنجاح ..!
ترك مقدمة الجيش الرومي تتقدم لإيهامهم بتقهقر القرطاجيين
وللدخول في القوس المعكوس ومحاصرتهم داخل هذا القوس
كذلك خروج الاحتياطي من جيشه المختبئين لمحاصرة الخصم من الجانبين ومنع أي أمداد خارجي من العشرين الف المتربصين وشل حركة جناحي العدو والضغط عليه .. تخيل أكثرمن 60 الف حوصروا بدروعهم الطويله وملابسهم الحديدية داخل مساحة ضيقة جدا لن تمكن الجندي الرومي من الحركة والقتال بينما القرطاجيون يتحركون بكل رشاقه وخفه ويتبادلون الأدوار في قتل جيش روما والأدهى أن البعض من الرومان سقطوا فوق بعضهم البعض بفضل الضغط عليهم من كل إتجاه .. وأصبحوا مقيدين لقد شل هنبعل هذه القوة البشرية الهائله وإستغل بطء حركتهم وكثرة دروعهم فدبت الفوضى والدهس فيهم


أمر هنبعل بقية فرسان مهربعل بالعودة من جديد وتطويق جيش روما من الخلف فاصبح العدو داخل دائرة من القرطاجيين .. عند المساء أبيد الجيش الرومي تماما أكثر من 60 الف قتلوا إما دهسا أو ضربا بالرماح أو رميا بالمقلاع عن بعد أوطعنا بالسيوف .. تكتيك غريب أجبر العدو على مالم يكن يتوقعه أبدا .


ولنا لقاء في اخر جزء بإذن الله