عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2009, 09:41 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

مثل القلب مثل الريشة


 





عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلاةٍ)(1).



شرح المفردات(2) :

(الرِّيشَةِ): قال الرازي: الريش للطائر، الواحدة: (ريشة)، ويجمع على أرياش.

(تُقَلِّبُهَا ): قلب الشيء صرفه عن وجه إلى وجه وسمي قلبا لكثرة تقلبه.

(الرِّيَاحُ ): جمع ريح.

(بِفَلاَةٍ): الْأَرْض الْخَالِيَة مِن الْعُمْرَان.



شرح الحديث:

قال المناوي نقلاً عن الطيبي: المثل هنا بمعنى الصفة لا القول السائر,

والمعنى: صفة القلب العجيبة الشأن وورود ما يرد من عالم الغيب وسرعة تقلبه كصفة ريشة,

يعني: أن القلب في سرعة تقلبه لحكمة الابتلاء بخواطر ينحرف مرةً إلى حق, ومرةً إلى باطل,

وتارةً إلى خير, وتارةً إلى شر, وهو في مقره لا ينقلب في ذاته غالباً إلا بقاهر مزعج من خوف مفرط.

وقوله: (تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلاةٍ): أي: بأرض خالية من العمران؛

فإن الرياح أشد تأثيرًا فيها منها في العمران,

وجمع الرياح لدلالتها على التقلب ظهرًا لبطن؛

إذ لو استمر الريح لجانب واحد لم يظهر التقلب؛ كما يظهر من الرياح المختلفة.

وقال الغزالي: إنما كان (الْقَلْبِ ) كثير التقلب؛ لأنه منزله الإلهام والوسوسة,

وهما أبدًا يقرعانه ويلقنانه, وهو معترك المعسكرين: الهوى وجنوده, والعقل وجنوده,

فهو دائمًا بين تناقضهما وتحاربهما, والخواطر له كالسهام لا تزال تقع فيه, كالمطر لا يزال يمطر عليه ليلاً ونهارًا,

وليس كالعين التي بين جفنين تغمض وتستريح, أو تكون في ليل أو ظلمة,

أو اللسان الذي هو من وراء حجابين الأسنان والشفتين وأنت تقدر على تسكينه,

بل القلب عرش الخواطر لا تنقطع عنه بحال, والآفات إليه أسرع من جميع الأعضاء,

فهو إلى الانقلاب أقرب؛ ولهذا خاف الخواص على قلوبهم, وبكوا عليها وصرفوا عنايتهم إليها,

ومقصود الحديث: أن يثبت العبد عند تقلب قلبه, وينظر إلى همومه بنور العلم,

فما كان خيرًا أمسك القلب عليه, وما كان شرًا أمسكه عنه(3).



________________

(1) (1) سنن ابن ماجه، برقم: (88). والجامع الصغير وزيادته، 1/ 1078، برقم: (10772)،

وصحّحه الشيخ الألباني: ينظر صحيح الجامع، برقم: (5833).

(2) ينظر: فيض القدير للمناوي، 5/ 508.

(3) ينظر: المرجع السابق، 5/ 508-509..




تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس