عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2008, 08:18 PM   رقم المشاركة : 5

 

.

*****

قال ابن إسحاق : وكان حسان غائبا فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال حسان جاءني رسوله فأخبرني أنه إنما دعاني لأجيب شاعر بني تميم

فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول :



منعنا رسول الله إذ حل وسطنا = على أنف راض من معد وراغم
منعناه لما حل بين بيوتنا = بأسيافنا من كل باغ وظالم
ببيت حريد عزه وثراؤه = بجابية الجولان وسط الأعاجم
هل المجد إلا السودد العود والندى = وجاه الملوك واحتمال العظائم


قال فلما انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام شاعر القوم فقال ما قال عرضت في قوله وقلت على نحو ما قال .

قال فلما فرغ الزبرقان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت ( قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال ) .

فقام حسان فقال :



إن الذوائب من فهر وإخوتهم = قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بهم كل من كانت سريرته = تقوى الإله وكل الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم = أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة = إن الخلائق فاعلم شرها البدع
إن كان في الناس سباقون بعدهم = فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم = عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا
إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم = أو وازنوا أهل مجد بالندى متعوا
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم = لا يطمعون ولا يرديهم طمع
لا يبخلون على جار بفضلهم = ولا يمسهم من مطمع طبع
إذا نصبنا لحي لم ندب لهم = كما يدب إلى الوحشية الذرع
نسمو إذا الحرب نالتنا مخالبها = إذا الزعانف من أظفارها خشعوا
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم = وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع
كأنهم في الوغى والموت مكتنع = أسد بحلبة في أرساغها فدع
خذ منهم ما أتى عفوا إذا غضبوا = ولا يكن همك الأمر الذي منعوا
فإن في حربهم فاترك عداوتهم = شرا يخاض عليه السم والسلع
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم = إذا تفاوتت الأهواء والشيع
أهدى لهم مدحتي قلب يؤازره = فيما أحب لسان حائك صنع
فإنهم أفضل الأحياء كلهم = إن جد بالناس جد القول أو شمعوا



قال ابن هشام : أنشدني أبو زيد :

يرضى بها كل من كانت سريرته = تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس