عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2011, 02:45 PM   رقم المشاركة : 13

 

.

*****

الفصل الثالث (مشهد مع الطيور)

ما أجمل الصبح يبدي كل ساع منظر ابدع
في أرضه أو في سماه
أطياره أنواع طير أسرع بوحيه وأقلع
دعا أليفه وجاه
من غصن لا غصن ذا يسبق وهاذاك يتبع
كلين يلحق هواه
وطير ينسل من عشه يرفرف وينبع
ويورد أحلى المياه
وطير ماقد أمن يبدي برأسه ويرجع
كنه يراقب عداه
وطير مولوع بالتغريد غنى ورجع
صوته وطرب غناه
وطير مهجور قلبه في نواحه تقطع
يشكي لواعج أساه
وطير لله حكمه فيه يلبس ويخلع
على مجاري هواه
ماشم ريح الربيع إلا ووشى ووشع
ريشه وطرز رداه
باخضر وباحمر وباصفر ينتقش لاجل تطمع
صواحبه في هواه
من حكمة الله ماكلين على الأرض يجزع
إلا وهمه بقاه
يحتال كل الحيل في حفظ نوعه ويصنع
لها العجب من دهاه
ما أجمل الصبح خلى الطير تزجل وتسجع
كلن لمقصد عناه
حتى الجوارح على شم الشماريخ تسمع
عقبانها والبزاه
في القمة الباشق الأبقع يصرصر ويرفع
رأسه بكل اتجاه
ما لاح له صيد إلا و ابرز اظفار تفجع
وشل نفسه وراه
ينقض مثل القدر فارد ذارعين تنزع
من جوف صيده كلاه
والنسر الاخدر من اعلى حيد في الجو زوبع
صاروخ يمخر سماه
النسر نفاث بين الطير إن هكب اسمع
صدى حنينه وراه
قد بايع الجو للنسر اليماني ووقع
بالملك له لاسواه
وعالم الطير للنسر اليماني مطوع
يعلن لملكه ولاه
ما أجمل الصبح والأدياك من كل موقع
تحكي توالي خطاه
فديك مثل الجرس مضبوط الى ساعة اربع
عن موعده ماعداه
ماحلت إلا وأذن والجرس دق يقرع
في وقت واحد معاه
تقول ساعه (سويسرلند) من شغل مصنع
يصنع دقيق الاداه
وديك من قريته صيح وثاني تسمع
صوته وقلد نداه
وديك ثالث خرج يحجل ومن بعده اربع
تزجل وتخطب هواه
مايبصر الحبة إلا صاح: من قال أنا أسرع
يشلها له جباه
ما أعجب الصبح والإنسان صياد يطمع
في كل طاير يراه
واطيار فوق الشجر تجني ثمر طاب واينع
وأعلن لها عن حلاه
وأطيار في البر تتبختر وتحقى وترتع
إما حجل أو قطاه

مع الطيور
=====


ماذا لو حطينا الرحال على إحدى الربوات الريفية لنرتشف لحظة تأمل واسترخاء على شبق الخريف في فيزياء الضوء وستمر لحظات برفقة الصمت.. متلمسين برود الشفاه حين يغادرها الليل، ونمعن النظر إلى ستار الغبش الذي سيفاجئنا ليس بالرحيل بعيداً وإنما بالتلاشي والانكماش في الضوء المبكر لتظهر.. بعد ذلك ملامح مسرحية صباحية فريدة تبدأ بعرض موسيقى جميلة وبمؤثرات صوتية وعلى ملئ من المتعة لتلامس أصوات الطيور شغاف قلوبنا لنبدأ بفرز الاصوات وقدر الامكان سنفصل ونسمي بعض الانواع.
في هذا الفصل المطلوب من المسرحية سيحمل لنا فكرة عميقة جداً تنضح بفلسفة الحياة وطبيعة عيش الكائنات وسنرى كيف يتغلب مذهب القوة في الحياة.. فالطيور التي ستورد اسماءها أو صفاتها في هذا الفصل سنجد كل نوع يخاف من الاقوى الى أن تصل الغلبة للنسر اليماني وستتنوع حركات الطيور وطقوس حياتها الجديدة التي أعلنها الصباح.. فمنها من يتجه نحو الماء ليستحم في ضفافه ومنها من يذهب الحقل ليمتص السنابل التي أقتربت من الايناع أو النضج.. فمن خلف ستار الضوء سيتلو علينا الشاعر هذه التفاصيل ونحن نتابع حركة الصورة الصباحية للطيور.
ما أجمل الصبح يبدي كل (ساع) منظر أبدع.. في أرضه أو في سماه
أطياره أنواع.. طير أسرع «بوحيه» وأقلع.. دعا اليفه وجاه
من غصن لاغصن ذا يسبق وهذاك يتبع.. كلين يلحق هواه
وطير ينسل من عشه يرفرف وينبع.. ويورد أحلى المياه
وطير ما قد أمن يبدي برأسه ويرجع.. كنه يراقب عداه
وطير مولوع بالتغريد غنى ورجع.. صوته وطرب غناه
وطير مهجور قلبه في نواحه تقطع.. يشكي لواعج أساه
وطير لله حكمه فيه يلبس ويخلع.. على مجاري هواه
ماشم ريح الربيع إلا ووشى ووشع.. ريشه وطرز رداه
بأحمر وباخضر وباصفر ينتفش لاجل تطمع.. صواحبه في هواه
من حكمة الله ما كلّين على الارض يجزع .. إلا وهمه بقاه

وهكذا ينهي الشاعر الارياني الجزء الاول من هذا الفصل بذكر مشاهد وتفاصيل وحركات الطيور الجميلة والمختلفة، ولم يورد أسماء أو صفات الطيور المفترسة.. ويحمل هذا الجزء فكرة عميقة هي أن كل ماهو على الأرض لايمضي إلا وهمه ملازما له، هذا الهم هو الحفاظ على النوع والبقاء.. ومعنى ساع حين أو ساعة ويعني بها لحظات و(لي) على.
وفي الجزء الثاني من الفصل الثاني يلتقط مشهداً أو فصلاً متعجباً منه وهو الاطار الذي جمعنا من بداية السطور.. ولكن على خشبة مسرحية الطيور التي تغاير طيور الجزء الأول حيث نسمعها تحت مؤثرات صوتية بل وبصرية خيالية او ساستحضار المشاهد التي الفناها في الريف.
ما أجمل الصبح خلا الطير تزجل وتسجع.. كنه لمقصد عناه
حتى الجوارح على شم المشاريخ تسمع عقبانها والبزاه
في القمة الباشق الابقع بيصرصر ويرفع.. رأسه بكل اتجاه
مالاح له صيد إلا ابرز بأظفار تفجع.. وشل نفسه وراه
ينقض مثل القدر فارد جناحين تنزع.. من جوف صيده كلاه
والنسر الاخذر من أعلى الحيد في الجوز زوبع.. صاروخ يمخر سماه

وبعد هذه المشاهد سيفتح الشاعر ستار التعجب من جديد من نفس الاطار الزمني لكن على مشهد اكثر متعة ورقة وجمال لنرى ماذا يجرى في حضرة الديكة وفي صورة اسكتشية تكسر حدة التطويل الممتع.
ما أجمل الصبح والأدياك في كل موقع.. تحكي توالي خطاه
فـ«ديك» مثل الجرس مضبوط لا ساعة أربع.. عن موعده ماعداه
ماحلت إلا وأذن والجرس كان يقرع.. في وقت واحد معاه
تقول ساعة (سويسرلند) من شغل مصنع.. يصنع دقيق الاداه
وديك من قريته صيح وثنى وسمع.. صوته وقلد نداه
وديك ثالث خرج يحجل ومن بعده اربع.. تزحل وتخطب هواه
ما يبصر الحبة إلا صاح من قال أنا أسرع.. يشلها له جباه.

وبعد هذا المشهد يتدخل الشاعر مقاطعاً ومذكراً بنوعين آخرين من الطيور من «الحجل» العقبان البري «العقب» ونوع آخر ينتقل من حقل لآخر ليجهش يحقي الثمار ومعنى يحقي ينتزع الحبوب من السنابل.
وأطيار فوق الشجر تجني ثمر طاب وأينع... واعلن لها عن حلاه
وأطيار في البر تتبختر وتحقي وترتع.. إما حجل أو قطاه


(للكاتب محمد محمد إبراهيم .. منقول بتصرف بسيط)
يتبع
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس