( نابغتان في الجاهلية ) ولكن أيهما قدم على الرسول صلى الله عليه وسلّم ؟ وماذا قال له الرسول صلّى الله عليه وسلم ؟
*
*
*

شاعران عُرفا في الجاهلية باسم النابغة ، أمّا الأول فهو : النابغة الذبياني ، وهو الذي كانت تنصب له خيمة حمراء في سوق عكاظ ليحكم بين الشعراء ، والنابغة لقّبٌ غلب عليه وإلا فاسمه ميمون بن قيس ولقّب بالنابغة لأنّه نبغ في الشعر فجأة فجاء بأروع القصائد ،
وأهم قصائده وأجملها القصيدة التي يقول في مطلعها :
كليني لهمٍٍّّ يا أميمة قاتلي ................ وليلٍ أقاسيهِ بطيء الكواكبِ
تطاول حتّى قلتُ ليس بمنقضٍ ............ وليس الذي يرعى النجوم بآيبِ

والقصيدة التي حفظناها جميعا :
أتاني أبيتَ اللعن أنّك لمتني ......... وتلك التي أهتمّ منها وأنصبُ
فبتُّ كأنّ العائدات فرشن لي .......... هراسا به يُعلى فراشي ويُقشبُ

وأمّا القصيدة التي كانت سبب نكبته مع النعمان بن المنذر إن صحت الرواية فهي التي يقول في مطلعها :
سقط النصيفُ ولم تُرِد إسقاطهُ ................ فتناولتهُ واتقتنا بالـــيدِ
بمخضّب رخص البنان كأنّه ................. عنمٌ يكادُ من اللطافة يُعقدُ

توفي النابغة الذبياني قبل الإسلام .

أمّا النابغة الثاني فهو : النابغة الجعدي ، والنابغة الجعدي عاش الجاهلية والإسلام وهو أكبر سنا من النابغة الذبياني وهو الذي قَدِم على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بعد أن أسلم وأنشده قصيدته التي يقول فيها :
بلغنا السماءَ مجدُنا وسناؤنا ............... وإنّا لنرجوا فوق ذلك مظهرا
فقال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : إلى أين يا أبا ليلى ؟ فقال : إلى الجنّة يا رسول الله .

فقال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : إلى الجنّة إن شاء الله . فلمّا انتهى إلى قوله :

ولاخير في حلمٍ إذا لم تكن له .................. بوادرُ تحمى صفوه أن يُكدّرا
ولاخير في جهلٍ إذا لم يكن له ..................حليمٌ إذا ما أورد الأمرَ أصدرا

قال له البنيّ صلّى الله عليه وسلّم : ( لا يفضض ِ الله فاك ) فعاش مئة وثلاثين سنة لم تنفضّ له ثنيه .
وإذا : نابغتان عاشا في الجاهلية : النابغة الذبياني و النابغة الجعدي ، والذي قَدِم منهما على الرسول صلى الله عليه وسلّم هو النابغة الجعدي .