بدر أحمد كريم

" طالب عدد من أولياء أمور الطلاب، الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة، بالإسراع في استكمال الصالة الرياضية، خلال الإجازة الصيفية، وإلزام المقاول بتنفيذ العمل حسب العقد المبرم" ورأوا أن "الصالة تمثل إضافة كبيرة، كي يزاول الطلاب فيها ألعابـهم الرياضية" (صحيفة المدينة المنورة، 12 شعبان 1433هـ، ص 11).
ما القصة ؟ وفي أيِّ مدرسة تقع الصالة ؟ ومَنْ هو المقاوِل الذي رسا عليه إنشاؤها بـ (1،2) مليون ؟ وكيف مضى على البدء فيها، أكثرُ من أربعِ سنواتٍ، رغم تحديد مدة التنفيذ بثمانية شهور فقط؟
الصالة في مدرسة متوسطة قس بن ساعدة بمكة المكرمة، والمقاول وُصِفَ بأنه " وافد نَصّاب" وفي التفاصيل أنّ توقُّف العمل في المشروع" تسبّبَ في القضاء على ملعب مزروع، كان الطلاب يؤدون فيه التربية الرياضية" أما عدم استكمال المشروع فيعود إلـى أن " الوافدَ النّصّاب، أبرم عقدا مع الشركة المنفذة لجزء من المشروع، وتبين لاحقا أنه لا يمثلها، مما أوقع المقاول في قضية نصْب" أنا واقع في حيرة، مِنْ جهة أدى فيها الاستغفالُ دوْراً مِحْوريا، نَجَمَ عنه ما آلت إليه الأمور.
المقاول "تقدم بشكوى إلـى شرطة قسم الجنوبية في محافظة جدة، واستُدْعِيَ المقاول الوافِد، وحُقّقَ معه، وأحيلت الشكوى لقسم التزوير، للتأكد من مدى مصداقية الأوراق، التي قدمها الوافد، وصحة التواقيع" وإلـى أن يتم التأكد، فما على الطلبة سوى البقاء خارج ساحة التربية الرياضية، فيما الآباء يصرخون، والعبث بالمال العام يحتاج لمساءلة.
من المؤكد أن هناك خللا، وعدم بحث عن مقاول جاد، وهذا النوع من الفساد يكرِّس الجهلَ، الجامِدَ، الـمُتَخَلِّف، وهو قضية يجب معرفتها، للتمكن من السيطرة عليها حاليا ومستقبلاً، بما يحول دون الاستغلال، ومعالجة مثل هذه المواقف معالجة موضوعية، هي المدخل الضروري لوضع الأمور في نصابـها، وهو الشرط الذاتـي لتحقيق عَمَلٍ مُنَظّم.
اليومَ مقاول وافِدٌ نصّاب، ومَنْ يدري فقد يكون غدا مقاولون وافدون نصّابون. احفظوا المال العام من العبث، وحاسِبُوا المستهترين، والمقصرين، أيّا كانوا، وحيثما كانوا، ولا تأخذكم فيهم لومة لائم، وهيئة مكافحة الفساد كما قال رئيسها محمد بن عبد الله الشريف:" لن تتوانـى في مكافحة الفساد، سواء ارتبط برؤوس كبيرة، أم صغيرة، ولن يُستثنى كائنٌ مَنْ كان