نعم يا أبو فارس نقلوني الى الظفير ذلك أن والدي ذهب الى الأستاذ السبالي
بمدرسة بني ظبيان وطلب منه مصحفا لي , لأدرس وأتصفح القران ولكن كون المدرسة حديثة
ولم تكن الإمكانيات متوفرة للحصول على المصحف لذا رأى والدي أن أنتقل الى مدرسة الظفير
لربما أحصل على ذلك المصحف , لكن بعد إن توفرت المصاحف لدى المدرسة بقرية عرا
وحصلت على المصحف من السبالي أعادني لها وكان من زملائي الذين ذهبوا معي للدراسة بالظفير
صالح بن ناصر , وأخيه احمد البخاري رحمهم الله .
كان عمري يقرب من 9 سنوات وقد كنا لانعود الى القرية إلا قربا من المغرب لبعد المسافة بين رحبان
والظفير وأحياناً لانذهب للمدرسة ونبقى في غابات الفرعة التابعة للطرفين لكي " نخرق " باللهجة العامية
ولايعلمون أهلنا عن ذلك .
أما المدارس الغير نظامية الأهلية فلم تكن كلها في رحبان بل أيضا بالريحان وكذلك الحامرة ومدارس مكافحة الأمية
فلم يفتح سوى مدرسة بوادي العلي وبقرية رحبان وقد أشرت لأفتتاحها سابقا كما انها فتحت بجهزد ذاتية من الشيخ أطال الله عمره سعد المليص والخال عطية أبو رياح وبعضا من الاساتذة من قرية عرا الذين يقومون بالتدريس بالمدرسة النظامية الرسمية مثل حمود بن يحيى وسعيد الخضر وحسين موجان رحمه الله والدكتور سعيد أبو عالي
وغيرهم الكثير من الوجهاء من وادي العلي كالمشايخ وكبار السن .
وتتمثل الجهود بتوفير الفرش كالهدوم المصنوعة من سعف النخل والحنابل والإضاءة بالفوانيس والأتاريك اللتي تعمل
بالقاز أو الكاز وقد قدمها هؤلاء القوم لهذه المدرسة وجهودهم من وجهة نظري تمثلت في توفير مبنى للمدرسة يحتوي على كل الإحتياجات والطلاب .
فإذا ماقارنها بتلك الأزمنة وأؤلئك القوم رغم الحاجة والعوز للكثير من القائمين على المشروع الوطني الخالد
بوادي العلي الذي يندر وجوده في كآفة غامد وزهران .
فإنني أرى أن ماقام به هؤلاء الرواد يعتبر من المثل العليا فالإخلاص والتفاني والتضحية لخدمة أهلهم بوادي العلي
وياليت أن يتبنى اولادهم واحفادهم وأنا منهم بتكريمهم بحفل يستحقونه أو أقل شيء زيارتهم والإشادة بجهودهم والدعاء لهم سواء من الأحياء أو الأموات منهم رحمهم الله واطال في عمر الأحياء .

وسؤالك يا أبا فارس عن من كان يقوم بالصرف على تلك المدارس ..؟
فما أعرفه أنها قامت على جهود من ذكرتهم وكذلك نقلها من بيت الى بيت .. كان يتم عن طريق أهالي القرية وكلاً يقدم
بيته مجانا للمدرسة .. وقد كان احمد بن نوره رحمه الله وأخيه عبد الغني وأحمد الضويلع رحمهم الله تعالى يقدمون
بعض الاحيان التمر والقهوة للشياب من طلابها وللمدرسين وذلك تشيجعا للطلبه من كبار السن
وقد تم انتقالها في 3 بيوت في القرية بناءً على المصلحة العامة وكذلك رأي الصفوة من علية المجتمع من اهالي القرية
والله على ما أقول شهيد .