علوم السيرة والديرة قديما نقدمها للأخوة القراء في شكل ( سالفة وقصيدة) كانت هذه العلوم تصل الى الناس عن طريق المسافرين القادمين من المدينه الى القرية أو عن طريق المتسوقين في الأسواق التي تنعقد في احد ايام الاسبوع ويسمى السوق باسم ذلك اليوم مثل سوق الخميس بالباحة وسوق السبت بالمندق وسوق الاربعاء بالاطاولة وسوق الاحد بتهامة وغيرها من الاسواق وقد حدثنا والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ورحم جميع موتى المسلمين وقال (كنا نتاجر بالاخشاب من الباحة الى الطائف وكنا نقطع المسافة في ثلاثة ايام بلياليها مشياً على الاقدام وقال ذات يوم مررنا باحد قصور الطائف واذا بنا نسمع صوتا غريبا فسألنا ماهذا ؟فقالوا لنا
هذا رادي يقرأ الأخبار فتمنينا مشاهدته .
أما المتسوق فحينما يعود من السوق يجتمع اهل القرية بمنزله فيقدم لهم القهوة ويطالبونه بعلوم السوق فيخبرهم عن اسعار المواشي بانواعها والحبوب بانواعها والكساوي بانواعها ومستلزمات القهوة واذا كانت الاسعار مناسبة يقول سوقنا سوقاً بندر وتنتقل العلوم بطريقة اخرى وهي بانتقال العروس من بيت اهلها الى بيت العريس فقد خطب احد شباب بلدة رغدان بالباحة احدى فتيات دوس من قرية بدادا من والدها فتمت الموافقة بشرط أن ياتي اهل العريس وصحبه الى دوس حيث تقام مراسيم الزواج هناك بقرية بدادا والوكف فتمت الموافقة وهي نادرة الحصول فتم الاستعداد لستقبال رجال رغدان وعادة يتقدم اكبر الضيوف سناً وابلغهم ثقافة للعلوم والسيرة ولكن في تلك المرة تقدم شاعر الضيوف آنذاك الشاعر خرصان الغامدي مرتجلاً العلوم بالقصيدة التالية :
ياقبايل دوس حنا نعلمكم بخيــر
والصلاةعلى الرســول
أرضنا في خير وابخير ماطاري خلاف
حضرنا والبـادية
أرضنا رغدان وانحن رجال ابني خثيــم
واسمنا غامد جميــع
والبلاد اجواد لكن من ربي خطـاه
يالله المشكا عليــك
والمزارع والبساتين ما تكفي اهلها
من حبوب وخضــروات
النجادا غالية من ميه لا ميتـين
في البنادر كلهـــا
واسبع واثمان واتسع في الروس الكبار
هاتيه اعلام الديــار
والعلوم الي بعيده كفى الله شرهـا
تسمعون اكما انحــن
غيرها ماغيرها الا نسلم عالعواني
واللوازم غالية عند بيضـان الوجـوه
هذه السالفة والقصيدة أوردها بن هادي في منتدى الديرة فله جزيل الشكر