عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-2010, 06:23 PM   رقم المشاركة : 3

 

(4)



تأثير الزي والمظهر العام على شخصية الإنسان

هؤلاء قد احترقوا ولايزالون يحترقون من نار الفتن التي أذكوها, وحين يفيق فيهم عاقل تجده ينادي بشيء من احتشام وتريث قبل التمادي في هذا العهر المكشوف, الآباء يعلنون ذلك أكثر من غيرهم, وهم يرون بناتهم تشوههن حياة الانفلات المفتوح وتسلبهن كل القيم الجميلة ليتسلى بهن العابرون ثم يمضون لامبالين, وهناك تسمع من ينظم حملات لتغيير تلك الثقافة السائدة بدءا من ملابس الدمى والعرائس الغير محتشمة إلى أزياء الصغيرات القصيرة والعارية... نقلا عن أمريكا إن أرابيك:

"أشار خبراء في التربية وعلم النفس إلى أن طريقة ارتداء الفتيات في سن الطفولة يمكن أن يكون لها عواقب ضارة عليهن في المستقبل.‏

وقالت شبكة (ايه بي سي نيوز) الأميركية إن البعض يرى أن الفتيات الصغيرات السن في أميركا يتجهن بشكل كبير الآن نحو ارتداء ملابس عارية, وأن قدوتهن في ذلك الشخصيات الكرتونية وعرائس الأطفال مثل باربي وبوسيكات وبرانز دولز.?!!‏

وألفت الأم الأميركية سيريبا يفينبان كتاباً لمعالجة قضية موضة الملابس القصيرة الخاصة بالفتيات الصغيرات السن -الكتاب بعنوان (أوقفوا إلباس بنات ست سنوات مثل الراقصة).‏

وقالت: الأمهات يشترين (الملابس القصيرة) والآباء يشترون, وربما عند بعض المستويات يفكر الآباء قائلين (ياله من جميل) هذا غير مضر, هذا بريء لكنني اعتقد أنه ليس كذلك.‏

كما حذر عالم النفس الأميركي الدكتور جيف جاردير من أن طريقة الارتداء وهن في سن الثالثة يمكن أن تكون لها عواقب خطيرة فيما بعد: إنك يمكن أن تتسبب في ضرر حقيقي لطفلك, فهم يشكلون أذواقهم في سن صغيرة للغاية, ويمكن أن يتسببوا في الاضرار بمستقبلهم, ويمكن أن يضروا بسمعتهم ونجاحهم وفرصهم".


هذه رؤية عاقلة, تؤكد على تأثير الزي والمظهر العام على شخصية الإنسان, فمن نشأ على الاحتشام والتأدب تجده ينحو ذات المنحى في حياته من احترام الكلمة والعهد واحترام قيمة العمل وقيمة الإنسان وتحمل المسؤولية والتزام جانب الصدق والنبل والتنزه عن نقائص الانفلات والترفع عن حياة العربدة..

بدأوا يدركون متأخرا أن الإنحلال لا يصنع بشرا ناجحين, لايغذي قيم الصلاح والنبل والاستقامة, وأن إنسانا بلا خلق هو إنسان بلا قيمة, ليس لديه ما يدعوك لتقديره واحترامه, ولازال الجميع يدور في رحى النزاع النفسي والفطري للإنسانية القويمة في مواجهة ثقافة إمتاع الذات بالتفلت الذي يورث جلد الضمير المر..

الأمثلة لا حصر لها , والواقع صفحة مفتوحة فيها عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد, فقط علينا أن لا ننظر للحظة الراهنة دون أن نفهم ونرى ما وراءها وأين هي في سياق التاريخ والمستقبل, وأن ندرك أن كل خطوة هي جزء من طريق, وكل طريق يلزمه أن يلتزم بمسار ما, فإما أن يكون سبيل الخير والحق والطهر والنور, وإما أن يكون أي شيء غير ذلك, وكل سبيل غير ذلك هو شتات وتيه وضلال ومعاناة وعتمة وعفونة .

طغى الماء من بحر ابتداع على الورى *** فلم ينج منه مركب و ركاب
نسائل من دار الأراضي سياحة ***عسى بلدة فيها هدى و صواب
فيخبر كل عن قبائح ما رأى*** و ليس لأهليها يكون متاب
لأنهم عدوا قبائح فعلهم *** محاسن يرجى عندهن ثواب..


يتبع إن شاء الله...

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس