عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2008, 08:11 PM   رقم المشاركة : 2

 


قامت صلّت الصبح واخرجت الثيران من السفل ... اعلفتها وركبت بالقهوة واخرجت تمره ...
لا أدري...
كلما استحضرت صورة ذلك الماضي البعيد انتابني شعور بأننا نخون ذلك الزمن
نخونه مرتين
الأولى بعدم شكر النعمة التي نحن فيها الآن
والثانية بعدم توثيقه بالصورة التي تمكننا من قراءته كما كان .. لا كما نود أن يكون...
لذا وأنا أقرأ الجزء الثاني من هذه القصة أشكر من كل قلبي كاتبها لأنه استطاع أن يحشد فيها
كنز من المفردات بصورة سلسة جميلة لا تشعر وأنت تقرؤها أنه يقحمها في النص بالإضافة إلى
أن الكاتب يرسم لنا لوحة من ذلك الماضي اللذيذ بما يصوره من مقاطع
لا تملك معها إلا أن تستحضرها في في ذهنك بعد أن تغمض عينيك وانت تتنسم
عبق ذلك الزمن الزكي ( ردت الرماد فوق الدخسيس )، (أخرج السحب والمقرنة والرمة والمسحاة والمنثل)
(أخرجت الخبزة ولفتها في مصنف وهبتها أسفل الملقطة)
إن هذه الصورة التي يرسمها لنا أبو توفيق وهو يحرك فرشاة قلمه إنما يلقي بحجر في الذاكرة
فتنداح ويذهب ما علق بها من صور الحضارة المادية الزائفة وتصفى الصورة على ذلك الزمن الجميل حقاً
جميل بأهله، جميل برائحة المطر ورائحة البعيثران ورائحة السنّوت ورائحة الجُبَّة والبجاد وأنت تدس وجهك
فيها فتشم رائحة أبيك وهو يتدثر من البرد ويومئ لك برأسه بعلامة الرضا والدعاء بأن يحفظك الله
أشياء كثيرة أود أن أقولها يا أبا توفيق.........

 

 

   

رد مع اقتباس