8 - العُيونُ الصَّفراء
شكلها :
تُشعرك فور ما تراها بانقباض عجيب ، وحذر من التعامل مع صاحبها مع أنها ضيقة
باهتة ممزوجة بصُفرة وغشاوة رمادية مرتجة في النظرات محيرة غريبة .
تَـدُلُّ :
على أن صاحبها مريض بمرض كبدي أو بالمرارة أو في العين نفسها ،
وإلا فصاحبها بما اكتسبت من علامات وملامح إنسان حقود حسود لئيم ،
ولذا يقول الناس عن الإنسان الذي لا يسامح ولا يفسح طريقا للتفاهم ،
بل لديه خصام ويحمل غلًّا : هذا إنسان أصفر (صفراوي) فلتحذر معاملته والبعد عنه غنيمة
لأنه مؤذ وخير وسيلة لعلاجه الأخذ بيده لطريق الصالحين ، وربط قلبه بذكر الله ، وتلاوة القرآن . .
أما من كان من الذين لا يهتدون ولا يريدون الهَدْي فالحذر منه ومن صحبته .
9 - العُيونُ الجَريئَة
شكلها :
متسعة الحدقة ثابتة النظرة قوية جريئة تشعرك من أول وهلة بأن صاحبها شجاع واثق من نفسسه ،
وقلما يغمض صاحبها عينيه أو ترتعشان أثناء الكلام .
تَـدُلُّ :
على الانطلاق والتحرر والشجاعة مع طيبة القلب ، وإن كان صاحبها يحب المزاح
ولكنه سليم الطوية نقي النية يخلص جدا لمن يحبه ويقسو جدا على من يعاديه لا يعرف الوسطية ،
كل شيء لديه إما أسود أو أبيض . . رجل ( دغري ) كما يقولون في العامية .
وصاحبة العيون الجريئة امرأة لا تُحتمل لجرأتها وعدم حيائها فتكون نكبة على زوجها وعلى نفسها
لأن من صلاح المرأة حياءها وإخباتها .
قال تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى . . .) الأحزاب 33 .
10 - العُيونُ الشَّــرِّيرة
شكلها :
جاحظة غير مستقرة ، ترمي بشرر الشَّر ، تعلوها مسحة الكِبْر والتعالي
ومن الوهلة الأولى حينما تنظر إليها تشعر بأن صاحبها مجرم وخائن .
تَـدُلُّ :
على عقدة النقص التي تختلج بين أضلعه كإنسان معقد حقود متكبر ،
وغالبا ما يكون مجرما ويحاول إخفاء إجرامه بالتظاهر بأنه متمكن وصادق ،
ولكن لغة العيون لا تكذب فتفضحه عيونه فتظهر كتكشيرة الكلب المسعور .
وهذه النظرة من العيون إشارة حمراء وناقوس خطر لتحذر من صاحبها ولتعلم بأنه يكرهك
إذا نظر إليك بهذه اللغة الشريرة للعيون وإنه فاقد نور الإيمان ،
فلذا هو أسود القلب لا يرحم وهو في الحقيقة جبان وسيء الخُلُق ولا يُؤتمن البتة .
11 - العُيونُ الغَّـمَّازة
شكلها :
كثيرة الحركة ترفع الجفن العلوي بغمز ولمز مع غضّ الشـّـفة السفلى في بعض الأحيان . .
ترى عليها مسحة صفراء باهتة ، وصاحبها كثير الالتفات لئيم .
تَـدُلُّ :
سبحان الله القائل : ( ويل لكل هُمزة لُمزه )
{1} الهمزة . فهذه العيون التي تكثر الغمز واللمز هي تترجم ما يجول بخاطر صاحبها ،
وما يموج بنفسه ، وما يُضمر قلبه من لؤم واستخفاف بمن ينظر إليه ،
وهذا الصنف يفتقد الشجاعة الأدبية ويمتلكه الخبث والأنانية والتعالي السخيف .
ويجدر بالمشهود أن يحذر هذا الشخص الغماز ويقطع صلته به تماما ،
وإن لم يستطع فيجدر به أن يختصر معه الطريق ولا يحدثه إلا في حيز الحاجة الملحة ،
لأنه أي الشاهد غير مأمون ونمّام خطير ويحب الأذى ، فحق على الله أن يتوعده بالويل
وهو واد في جهنم .
12 - العُيونُ المنكَسِرَة
شكلها :
منكسة منكسرة مغمضة أغلب الأحيان عليها مسحة حزن وندم ، يكون صاحبها أغلب وقته مهموما
قلقا منكسر الخاطر كما يقولون أو (عينه مكسورة) بالتعبير الدارج .
تَـدُلُّ :
على مكبوتات النفس إما نتاج حرمان أو تأنيب ضمير ولوعة بالنفس وندامة على فقد عزيز أو شيء غال .
وهذه النظرة لا تقاوم ، بل لا ترفع جفنا او تثبت نظرة في عين من يعرف حقيقتها أو يؤنبها ،
لأن الإحساس بالذنب يكسر العين ، وكذلك لوعة الحزن للحرمان تكسر العين ،
فيجدر بنا أن نترفق بصاحبها ونعامله بحكمة ولا نذله ، بل العدل بحكم الله معه ومعالجته وإصلاحه
أو تعويضه عما حرم منه بالسلوى والمواساة الرحيمة وبحمد الله على العافية .
777
77
7