عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2011, 01:39 AM   رقم المشاركة : 597
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 





الحلقة السادسة عشرة :




استقر الرأي في نهاية المطاف على أن أسلك الطريق الأقل ضررا وهو أن أنتظر حتى يركب أخونا ويغادر الموقف تجنبا لأي احتكاك قد يحدث ، لكن يظهر أنه عاد مثلي من الإجازة مفلسا فقرر أن يركب أتوبيسا ( أقل تكلفة من التاكسي ) وهذا يعني أن سفري سيتأخر كثيرا حتى يمتلئ الأتوبيس الأول الذي حجز فيه المعني ثم يغادر ومن ثم يعاد السيناريو مع الأتوبيس الآخر الذي قمت بالحجز فيه إذ أن المتعارف عليه أن مغادرة الأتوبيس للموقف لاتتم في الغالب مالم يكن ممتلئاً بالركاب وهو ماحدث بالفعل حيث بقيت في الموقف مدة زادت عن إثنى عشرة ساعة .





وصلت الكلية متأخرا سويعات فأدى ذلك لمجازاتي بالحرمان من الخروج وفق أنظمة الكلية.




في الأسبوع الذي تلا أسبوع الحجز خرجت قبل الظهر متوجها إلى منزل الأخوان حامد بن هضبان ورفاقه عبد الله بن سعد وعبدالله بن أحمد بن ضيف الله وأنا أرتدي بدلة الخروج العسكرية فتفاجأت بوجود الخال أحمد بن عبدالرحمن عليه رحمة الله برفقة اللواء عبدالجبار لديهم وكان اللواء عبدالجبار يرتدي أيضا بدلته العسكرية ( وكان برتبة رائد آنذاك ) حيث جاء من عمله لحضور وجبة الغداء التي أعدّها الأخوة إحتفاء بابي سعد رحمه الله وكانت المرة الأولى التي أقابل فيها أبي عبدالله مذ دخلت الكلية وبما أن الواجب العسكري لايفرق بين قريب وبعيد فقد رفعت رجلي كما تعلمت تسعين درجة وضربت بها على الأرض بكل قوة وأديت التحية العسكرية فعلت وجوه الحاضرين الدهشة وسمعت الخال وأنا أقبل رأسه يتمتم ويقول لاإله إلا الله حتى بين عبدالجبار بن عبدالله ومحمد بن عبدالله هذي الأمور !!!




بفضل الأخوة المذكورين توسعت دائرة معارفي فشملت إخوة كرام أعزاء على نفسي من بالجرشي ومن الباحة ومن غيرها منهم من لاتزال تربطني به علاقة صداقة وود حتى الآن وعلى رأسهم الشخص المقرب إلى نفسي عبدالله بن غرم الله بن صالح عيضة من قرية حميم أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ولي معه قصة أخرى سأستعرضها بحول الله في حلقة قادمة من هذه الذكريات.





استمرت السنة الدراسية رتيبة لاجديد فيها حتى شاركنا في موسم الحج وكانت تجربة مثيرة وثرية اسندت إلينا خلالها مسؤوليات مباشرة اشعرتنا بالثقة التي كدنا نفتقدها في أنفسنا نتيجة النظرة الدونية التي كان يرمقنا بها من سبقنا ، ومن المواقف التي لايمكن أن تذهب من ذاكرتي والتي تركت في نفسي أثرا كبيرا في ذلك العام هو الوقوف عن قرب على الحريق الهائل الذي شبّ في منى في موسم الحج ومشاهدة السنة اللهب وهي تنتشر بسرعة مذهلة في الخيام بفضل سرعة الريح وتطاير رؤوس أنابيب الغاز التي كانت تنفجر بفعل الحرارة وتتطاير في السماء وكأنها أطباق طائرة تفتك بمن تصادفه في طريقها وتنقل معها النيران إلى حيث تسقط في أماكن بعيدة آمنة ، وكان من بين المشاهد المؤلمة التي أصابتني بالفزع والحيرة وعدم القدرة على الحركة مشاهدة رجل يفصلنا عنه مجرى سيل مصاب بالإغماء ومحرم يحترق إزاره من تحته وهو يتلوى من شدة الحرارة ولم يستطع أحد ممن كان في المنطقة الإقتراب منه خوفا من انفجار أنابيب الغاز التي لم تكن تبعد عنه سوى خطوات ( انفجر بعضها ونحن في الموقع ) فاستدعينا رجل دفاع مدني وجه إليه خرطوم الماء القوي عن بعد ولا أدري لعله كان سببا في الإجهاز عليه ،

أصابني الموقف بالدوار نتيجة لصغر السن وقلة الخبرة وعدم التعود على حوادث مماثلة فانسحبت من المكان ببطء شديد وبخطوات متثاقلة خوفا من السقوط على الأرض نتيجة لعدم التركيز واذا بصوت رجل تفصلني عنه أمتار فقط ملامحه ليست غريبة علي يرتدي لباس مدني ( ثوب وغترة ) يصيح في بكل قوة ( تحرك ياعسكري يامنكسل ) فرفعت إليه بصري مدققا وإذا به الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك .

 

 
























التوقيع