عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2012, 02:21 PM   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
غامداوي is on a distinguished road


 

عفوا خوي ابو نواف على التأخر في الرد عليك وقد تعودنا منك دائما كرم المداخلات وحرارة المشاركة الدائمة.

شفاك الله وعافاك من كل مرض وجعله طهورا لك ان شاء الله.

ودائما المعاناة تخرج ابداعات رائعة كتلك التي كانت في سطورك,والمرض يبقي دائما هو المعاناة التي يبدع فيها الشعراء بصدق.

ومثل تلك القصائد ما هي إلا "قصائد مُقاومة هدفها الأول نزع البراثن القمعية عن غول المرض الرهيب، وتحويله إلى كائن مُستأنس، تنقلب صورته الوحشية إلى صورته الإنسية بسحر الشعر الذي يؤنسن الموت ليجعله كائناً مألوفاً، قابلاً للتأمل والتفكر والتدبر، بعيداً عن الرعب الذي يلازمه، والخوف الذي يُثيره ولا ينفصل عنه.

والحقيقة أن القصائد التي يكتبها الشعراء في مثل هذه الحالة كثيرة جداً وغالباً ما تتسم بالصدق الذي تستدعيه حالة التجاذب بين عاطفتي الحب للحياة والخوف من اشتداد وطأة المرض في نفس الشاعر.

وقد كان للشاعر أمل دنقل قصيدة رائعة وهو علي فراش المرض ودت ان تشاركني قراءتها لروعتها الكبيرة



ضد من

في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض,
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ,
لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن,
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
فلماذا إذا متُّ..
يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
بشاراتِ لونِ الحِدادْ?
هل لأنَّ السوادْ..
هو لونُ النجاة من الموتِ,
لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
***
ضِدُّ منْ..?
ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!
***
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا
وأرى في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ
لونَ تُرابِ الوطنْ!




اسبغ الله عليك ثوب الصحة ورداء العافية .. وكل عام وانت في كل خير.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس