عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2013, 12:11 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالرحمن أبورياح is on a distinguished road

خرجت من الباحة حافي القدمين وهذه قصتي مع بيت البريد المتحرك على عجلات


 

سيارة البريد

قبل السفر بيوم قالوا لي نحن ننتظر سيارة البريد لكي تأخذنا إلى مكة ومن ثم إلى جدة

كنت أسمع هذا الكلام ولا أعلم ماذا يقصدون بالسيارة وعندما سألت عنها قالوا لي هذا ليس شغلك هي سيارة مثل هذا البيت تنقلك إلى مكة ثم جدة فقط ولم يعطوني تفاصيل حولها بل انني عندما شاهدت إعصارا قادما من أسفل وادي وج في الطائف هربت إلى أقرب سفح جبل خوفا من ذلك الإعصار
وإذا به سيارة البريد تشق الوادي قادمة إلينا لقد كان منظرها عجيبا وشكلها رائعا وأن أقف أراها مندهشا متأملا في هذا الكائن العجيب الذي أراه لأول مرة في حياتي وقد كانت بالفعل مثل البيت يمشي.

التطور المذهل

أخذوني إلى جدة وقد كانت مدينة صغيرة جدا محصورة في مكان واحد وبالمناسبة فإنني عندما أقارن بين جدة ذلك الوقت والآن بعد 60 سنة أرى تطورا مذهلا في سنين تعتبر قصيرة جدا في عمر المدن، وها نحن الآن في مقدمة العالم .

وصلنا إلى جدة لكي نجهز للسفر إلى السودان وهناك أيضا استوقفتني عبارات البحر والباخرة كلام لا أفهمه ولا أعرف وعندما أسأل عنه قالوا هذا ليس شغلك ستراه أمامك
وصلنا حافة البحر ووجدنا سنابيك تأخذنا في عرض البحر لنركب باخرة قد اتت يوم أمس من السودان محملة بالمواشي وأفرغتها وانتظرتنا لكي نركب ظهرها بدلا من المواشي

وهي عبارة عن سطح سفينة كبيرة جدا وفي مقدمته غرف مبنية فوق بعض فيها قبطان السفينة وسطحها من الحديد الفولاذ مرشوش بالماء ولا يوجد بها غرف نستلقيها فيها لتقينا حر الشمس وهواء البحر، كما لا يوجد مقاعد نجلس عليها أو حتى مقابض نتمسك بها في حال ارتفاع الموج أو انخفاضه
رحلة استغرقت منا 18 ساعة في خضم البحر لتنقل إلى أقرب ميناء سوداني.



صورة قديمة لمدينة سواكن بالسودان

الرحلة الصعبة

لم نكن نشعر بالليل ولا بالنهار طوال تلك الرحلة الصعبة جدا فقد كانت السفينة تتقاذفنا بين جنباتها كأكياس من الشعير تلقينا من جانب إلى آخر فإذا ارتفع الموج قذفتنا السفينة في آخرها لأنه كما اسلفت لا يوجد مقابض نتمسك بها وإذا انخفض الموج أو مالت يمينا ويسيرا قذفتنا في كل اتجاه على سطح لا يحمينا بعد الله سوى جدارها والا اصبحنا في خبر كان

وصلنا ميناء سودانيا يقال له ميناء «سواكن»


صورة قديمة لمدينة سواكن بالسودان

ونحن في حالة يرثى لها وقد كان في استقبالنا رجل يدعى أحمد محمد أبو بكر الأفندي من عائلة الأفندي بالباحة يعمل هناك وحيث انني طفل صغير اتمنى رؤية الأطفال والتحدث معها فلقد شاءت الأقدار أن ألتقي بابنه «صابر» أحمد الأفندي الذي بعد مجيئنا من السودان وبعد دراستنا هناك تولى والده إدارة مؤسسة النقد وابنه صابر في بنك الرياض وانا أعمل مساعدا لرئيس الحسابات في البنك العربي.

 

 

   

رد مع اقتباس