عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2009, 12:40 PM   رقم المشاركة : 1
شباب ضائع وأسفاه / مقال للأستاذ عبد الله خياط


 

شباب ضــائع وا أسفاه
دفعتني الظروف خلال الأسبوع الماضي لدخول أحد الأسواق التجارية الكبيرة التي تعج بالمتسوقين والمتجولين وقد راعني أن رأيت أعدادا كبيرة من الشباب الذين يرتدون الثياب ذات الألوان البراقة من أخضر لأحمر لأصفر لوردي لزهري وغيرها من الألوان الشاذة بالنسبة للرجال.
وليس هذا فحسب بل إن منهم من علق في عنقه سلاسل ذهبية، وأساور ذهبية ومعدنية على المعصم وفي اليد أكثر من جوال لكل واحد منها رنين بأغنية مختلفة.
والواقع أنه منظر مقزز ومثير جعلني أتساءل عن موقف أولياء أمورهم، وأين هم من هذه الحركات السخيفة. أيظن أمثال هؤلاء الأشباه أنهم سيلفتون بهذا المنظر نظر الفتاة أو ينالون إعجابها؟!
لا.. وألف لا ! ففتياتنا الراشدات ولله الحمد أعقل من أن يشخصن بأبصارهن إلى أكثر من حدودها. ثم إن المرأة بصورة عامة، خطيبة، أو زوجة، لايعجبها من الرجل غير رجولته، وهي حتى عندما تضحك فإنما تضحك للمناظر المسلية ثم لا تلبث أن تزدريها.
لأن المرأة دائما في حاجة إلى رجل بكل مقوماته.. حتى الذي يقول دائما: نعم، وطيب، هي لاتريده، أو على أقل تقدير لا تعجب به، ولا يسعدها أن يكون لها عشيرا ولأولادها أبا.
فما هو الدافع لذلك الذي يمارسه بعض الشباب من ميوعة في التصرفات وشذوذ في الملبس ؟ إنه ولاشك الانجراف وراء التقاليد من ناحية، وعدم وجود التوجيه السليم من الآباء أو من هم في حكم ولي الأمر !!
ولئن كان ذلك حال بعض الشباب فإن مما يؤسف له أن بعض المراهقات من الفتيات هن الأخريات على حال لايسر بما يتزين به، أو يضعنه من البرفانات الصارخة بالرائحة العطرة أو مما يمارسنه من الانعطاف يمنة ويسرة في الأسواق!
إن مشكلة هؤلاء الفتيات هي الانفلات الذي منحته لها أسرتها من دون أن ترشدها أو تردعها إن هي أرادت الخروج إلى السوق بأحلى الملابس وأجمل العطور.
لذا لو قام أولياء الأمور بتلقين أبنائهم وبناتهم ما عليهم من واجبات دينية وحرضوهم على أدائها لما تهاونوا في أداء الصلاة. ولو قام أولياء الأمور بمهامهم في التوجيه السليم لما أقدم شبابنا على ارتداء تلك الملابس غير الاعتيادية، أو أرسلوا شعورهم وأطالوا سوالفهم، وأيضا لما تبارت فتياتهم في ارتداء الملابس القصيرة والخروج إلى الأسواق للتسوق، أو التجول من غير داع.
ولو قام أولياء الأمور أيضا بالمراقبة الحازمة لما كنا نرى ونسمع عن ما يجري عند أبواب مدارس البنات من تزاحم أبنائنا الشباب الضائعين لرؤية غير مشروعة ونظرة لا تسمن ولا تغني من جوع.
إنني أرثي لأولئك الشباب الذين أضاعوا رجولتهم بما يرتدونه من ملابس مزرية ويمارسونه من تصرفات شائنة، وبالتأكيد لن ينالوا احترام من يريدون أن ينظر إليهم.. ويا أمان الخائفين.




هذا مقال للأستاذ عبد الله خياط نشر بجريدة عكاظ اليوم الأحد 28/6/1430ه في عموده اليومي مع الفجر تحت عنوان / شباب ضائع وأسفاه أحببت أن يطلع عليه كل أب وكل أم لنوجه أبنائنا إلى تجنب هذه التصرفات التي تسيء إلى الشاب نفسه قبل أهله والتي عندما يبلغ الرشد أكيد سيخجل من هذه التصرفات وسيندم على ما فعل حيث لا ينفع الندم .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس