عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2008, 03:29 PM   رقم المشاركة : 1
Sabr6 كيف تواجه النقد الآثم


 


كيف تواجه النقد الآثم

الرقعاء السُخفاء سبّوا الخالق الرازق جلّ في علاه ، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو ،
فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحَيْف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حربا ضروسا !!
لا هوادة فيها من النقد الإثم المر ، ومن التحطيم المدروس المقصود ،
ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ،
ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتفر من هؤلاء ،
أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس لا يرفسون كلبا ميتا ،
لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحا ، أو علما ، أو أدبا ، أو مالأ ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك
حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ،
وتبقى بليدا ! غبيا صفرا محطما ، مكدودا ، هذا ما يريدون بالضبط.
إذا فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم " أثبت أحد " وكن كالصخرة الصامتة المهيبة
تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء .
إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ،
إلا فاصفح الصفح الجميل ، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون .
إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل .
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم
وتجنيهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم ، و إطراحك لأقوالهم !. ( قل موتوا بغيظكم )
بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك.
إن كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الجميع ، محبوبا لدى الكل ، سليما من العيوب عند العالم ،
فقد طلبت مستحيلا وأملت أملاً بعيدا.


من كتاب لا تحزن ( د . عائض القرني )

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس