عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2010, 11:01 PM   رقم المشاركة : 135

 

مباشرة العمل بعد تعييني معلما بمدرسة العسلة الابتدائية
عينت معلما بالمدرسة السعودية الابتدائية بالعسلة عام 1386هـ وليس لدي أي معلومات عن هذه المدرسة وأين تقع إلا بعد جهد جهيد وما كان مني إلا أن بعثت رسالة للأستاذ سعيد بن محمد غرامة وكان معلما في مدرسة بني سالم وعرفت انه ساكن في قرية مقمور بين العسلة وبني سالم أخبرته بالمدرسة التي عينت بها وطلبت منه أن يوافق على سكني معهم وكتبت في الرسالة قرية ( المقمور ) بدلا من قرية مقمور ولما حضر الأخ سعيد لزيارة أهله في قرية العبالة في نهاية الأسبوع ذهبت إليه وأخبرته برغبتي فرحب بي وقال القرية التي نسكن بها اسمها مقمور وليس المقمور قالها وهو يبتسم واخبرني ماذا اخذ معي فاستعديت للرحيل وكأنني سأنتقل إلى كوكب ثاني ( رغم إنني محظوظ جدا لان غيري عين في مناطق بعيدة مثل نجران وجيزان وأبها وبيشة ) وفعلا ودعت أسرتي وامتطيت صهوة ونيت علي القاسم برفقة الأستاذ سعيد وكان بعد ظهر يوم جمعة وكانت الطريق غير معبدة ووعرة خاصة ريع الرهوة ووصلنا قرية مقمور وكان ساكن في بيت العم احمد بن غرامة رحمه الله ومعه الأخوان الكريمان الأستاذ الفاضل احمد علي غنيم والأستاذ الفاضل صالح بن حسن وكلاهما من قرية دار الرمادة حيث احتفلوا بمقدمي وكان الأخ سعيد بن غرامة نقل لهما صورة طيبة عني جزاه الله خيرا فكانوا جميعا يعاملونني معاملة طيبة جدا وكانوا جميعا مضرب المثل في الدين والأدب والأخلاق حفظهم الله جميعا في طاعته .. في اليوم التالي أي يوم السبت انطلقت انأ والأخ احمد غنيم إلى مدرسة العسلة سيرا على الأقدام مرورا بعين سعيدة ثم قرية المخالفة وعبر الجلة وبطحائها التي تجعل السير عليها صعبا حيث تغوص الأقدام بالرمال لنصل إلى المدرسة في قرية الهضبة أما الأخوان سعيد وصالح فيدرّسان في بني سالم وينطلقان سيرا على الأقدام أيضا عكس اتجاهنا فهما يسيران في اتجاه الشمال واحمد وأنا في اتجاه الجنوب وصلنا المدرسة ورحب بي مديرها الأستاذ علي عبد الله الكلي حفظه الله ( شيخ قبيلة الرهوة حاليا ) وكان ينظر إلي تارة وإلى قرار تعييني تارة متعجبا من صغر سني حيث لم أتجاوز السادسة عشرة من عمري ( سمعت طالبين يتحدثان يقول احدهما للآخر والله يوم شفت الأستاذ عبد الحميد لفكرت انه جاء يدرس عندنا أثره مدرس قالها وهو يضحك مستغربا ) .
حتى لا أطيل سأذكر لكم بعض الوقفات والمواقف التي مرت بي بمدرسة العسلة .
1 ـ كلفت بتدريس الصف الأول الابتدائي وكنت أتحاشى طلاب الصف الخامس والسادس خوفا منهم خاصة من يكبرني منهم في السن بل احدهم متزوج زوجتين وذلك في بداية العمل بالمدرسة ولكنهم وللأمانة كانوا قمة في الأدب والاحترام ولم أجد من احدهم مضايقة على الانطلاق ولا تزال تربطني بهم صداقة ومودة إلى الآن .
2 ـ بعد مضي شهر تقريبا من تعييني صدر قرار بتكليفي بالتدريس في مدرسة الطلقية ثلاثة أيام وهي السبت والأحد والاثنين وبمدرسة العسلة ثلاثة أيام هي الثلاثاء والأربعاء والخميس ... وكان مديرمدرسة الطلقية الأستاذ سعد بن احمد بن عبد الرحمن حفظه الله وعاملني معاملة الأب الحنون لابنه واستفدت منه كثيرا وكانت مدرسة الطلقية في عهده مضرب المثل في الانضباط والنظام ... صدمت في بداية الأمر وحاول مدير مدرسة العسلة ثني مكتب الإشراف في بلجرشي والرجوع عن ذلك التكليف ولكن لم يستطع فنفذت التكليف وكانت تجربة ثرية حيث استفدت منها كثيرا خاصة من فضيلة الشيخ سعد بن احمد وصحبه الكرام وكان من ضمن معلميها الصديق العزيز د . صالح بن احمد أبو عقلين حفظه الله في طاعته ولهذا تكبدت المشوار الطويل من العسلة إلى الطلقية وصعوبة التدريس هنا وهناك إلى نهاية العام ولكن وجود الشيخ سعد والزميل العزيز صالح خفف عني ذلك التعب .
3 ـ في السنة الثانية بدأت مواصلة دراستي منتسبا بدأ من الصف الأول المتوسط حيث لم اقبل في الصف الأول الثانوي بموجب شهادة المعهد حيث لم ندرس مادة الانجليزي ولهذا بدأت دراسة الانتساب من الصف الأول المتوسط .
4 ـ كلفت في السنة الثانية من الخدمة بتدريس اللغة العربية بالصف الرابع ودخل علي مشرف ( مفتش ) وكان موضوع الدرس الفعل الماضي فكنت أقول للطلاب فعل ماضي منصوب وارفع صوتي بذلك وكررتها مرارا ولكن ذلك المفتش العاقل والمربي الفاضل ( لا اذكر اسمه ) لم يحرجني ولم ينتقدني أمام الطلاب بل اخذ بيدي بكل لطف واحترام وخرج بي من الفصل وقال يا بني الفعل الماضي لا يكون منصوبا بل مبني على الفتح فقل فعل ماضي مبني على الفتح .. وأثنى على جهودي عند اجتماعه بالمعلمين وشكرني ورفع معنوياتي جزى الله لذلك المربي الفاضل عني خيرا وكتب له الأجر وجعل توجيهه لي سببا لدخوله الجنة
5 ـ وجدت رجلا ومربيا فاضلا يعمل بالمدرسة كان له الأثر الكبير في حبي للمهنة والاجتهاد ذلك الرجل هو الأستاذ والمربي القدير عوض بن سحمي رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح الجنان من قرية حصن بالزين حيث كان مضرب المثل في الاستقامة ولا أزكيه على خالقه احسبه كذلك والله حسيبه فقد كان يتابع كل تصرفاتي يذكرني بالصلاة ويحثني على أدائها بانتظام .
6 ـ استأجرت أنا والأخ احمد غنيم وعوض سحمي وزميل آخر من دار الرمادة اسمه خميس بن معدي غرفا قريبة من المدرسة تعود ملكياتها لشيخ القبيلة الشيخ حامد الكلي رحمه الله وسكن الأخوان سعيد بن غرامة وصالح بن حسن في بني سالم قريبا من مدرستهما .
7 ـ عين أستاذي القدير والمربي الفاضل عبد الرزاق بن صالح بمدرسة العسلة ففرحت به كثيرا وسكن معنا فتولى تدريسي في مادة الانجليزي والرياضيات بل تربيتي وتأديبي فكان نعم المربي والمؤدب جزاه الله عني خير الجزاء .
8 ـ انتقل الأستاذ عبد الرزاق بعد مضي سنة من المدرسة وذهب الأستاذ احمد غنيم إلى مركز الدراسات التكميلية وعين بديلا عنهما الأستاذ صالح بن حمدان بن جميلة والأستاذ محمد بن راشد بن مانع فسكنا سويا وكانت من أحلى أيام حياتي .
للحديث بقية بمشيئة الله حيث لم تنتهي ذكرياتي في مدرسة العسلة خاصة رواتب اربعة اشهر استلمتها دفعة واحدة وقصتي مع امين الصندوق آنذاك ( عبد الله بن صالح رحمه الله ) ومواقف اخرى طريفة خاصة بعد شراء الدباب وقصة براد الغزلة .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .