الموضوع: الكنز الضائع
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2011, 02:36 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 




إن أعظم ما يجعل المؤمن مهتما بالوقت معظما لشأنه التأمل والتفكر في حقيقة الوقت

في كونه إذا انقضى وذهب لا يرجع أبدا.

وفي سرعة انقضائه وانتهاءه.


وكذلك اليقين بأنه محاسب يوم القيامة على نعمة الوقت والقيام بشكرها

وفيما شغله بخير أو شر بحق أو باطل

كما يحاسب على المال والصحة وغيرها من النعم

كما روى معاذ بن جبل رضى الله عنه قال :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال

عن عمره فيما أفناه

وعن شبابه فيما أبلاه

وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه

وعن علمه ماذا عمل به
).

رواه الترمذي.

وكذلك النظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

وأحوال أهل الهمم العالية والعزائم الكبيرة

ودراسة سيرهم وتراجمهم يورث المرء نشاطا كبيرا

في اغتنام الوقت ويوقظ فيه الهمة

ويجعله يشعر بالأسى والندم على كل وقت ضاع بلا فائدة.

قال حماد بن سلمة:

(ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعا

إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا

وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئا

أو عائدا مريضا أو مشيعا جنازة أو قاعدا في المسجد.

قال :فكنا نرى أنه لا يحسن أن يعصي الله عز وجل
).

وكان الخطيب البغدادي يمشي وفي يده جزء يطالعه.

وكان ابن عساكر رحمه الله كما يقول عنه ابنه:

(لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتسمية حتى في نزهته وخلواته،

يصطحب معه كتب العلم والمصحف يقرأ ويحفظ
).

وكان أبو الوفاء علي بن عقيل رحمه الله يقول:

(إنني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري

حتى إذا تعطل لساني عن المذاكرة وتعطل بصري عن المطالعة

أعملت فكري في حال راحتي وأنا منصرف،

فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره
).

وقال الربيع بن سليمان: (كان الشافعي قد جزأ الليل ثلاث أجزاء الثلث الأول يكتب

والثلث الثاني يصلي والثلث الثالث ينام
).

ولما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته فقال:

(لا تبكي وأشار إلى زاوية في البيت

فقد ختم أخوك في تلك الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة
).

ومما يورث العبرة والعظة في هذا الباب التفكر في أحوال أهل الغفلة والبطالة

الذين أمضوا حياتهم في اللهو والباطل والمنكرات

ويظنون أنهم في سعادة وهم في الحقيقة قوم مفاليس

يسعون وراء سراب لا حقيقة ومتعة زائلة كما قال تعالى:

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).

وإن تعجب منهم فعجب زعمهم أنهم يحييون الليالي بالمعازف

والرقص واللهو المحرم

والأحق أن فعلهم إماتة وإفساد للوقت وإهدار لقيمته

وإنما الإحياء المحمود هو قضاء الليالي بالصلاة

والذكر والاستغفار والثناء والدعاء والعلم.

قالت عائشة رضي الله عنها:

(كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله)

. متفق عليه.

وقال تعالى: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ).

 

 

   

رد مع اقتباس