عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2008, 10:21 PM   رقم المشاركة : 22

 

الحلقة الثانية من قصة الاخوين
نزولا عند رغبة الزملاء ومنهم الأستاذ عبد الرحيم قسقس والذي طلب التوسع في وصف المرحلة الجامعية للاخ الاكبر والأستاذ احمد بن فيصل في التوسع الافقي في سرد قصة الاخ الاصغر وطلبه توضيح موضوع السنة التي قضاها مستمعا ومرحلة الانتقال بالزوجة الى المدينة وصعوبة ذلك في ذلك الوقت واستميحك يا ابا توفيق عذرا ان ابدأ بما استفسر عنه ابو سهيل فأقول :
عندما تخرج الاخوان من المرحلة الابتدائية والتحقا بمعهد إعداد المعلمين الابتدائي عام 1384هـ قُبل الاخ الاكبر ولم يُقبل الاصغر لصغر سنه ولاقرب الموضوع ارجو الرجوع إلى صورته التي نشرها الاستاذ علي ابو علامة وهذه صورته بعد تخرجه من المعهد اي بعد اربع سنوات لو حسبنا سنة الاستماع وسنوات المعهد الثلاث وهذه الصورة التقطت له رحمه الله في اول سنة عين فيها معلما في ابها ولاحظ صغر سنه فكيف به قبل اربع سنوات ! ودراسته مستمعا هي من قبيل تطييب الخاطر فهو يسرح ويروح مع الطلاب ولكن لا تحسب له درجات رغم تقديمه للاختبارات وإعداده لها وتظهر الاسماء ولا يظهر اسمه اي صدمة هذه ؟ ! لاحظ اخي الكريم لو كنت مكانه كيف يكون وقع ذلك عليك وبعد مضي عام من الدراسة والتعب يعود في السنة الثانية من اول الطريق ويعيد سنة كاملة رغم انه لم يرسب وايضا لم يقال له انك ناجح ! رغم ذلك تحملها رحمه الله وكانت خيرا له حيث زادته رسوخا وعلما .
ومرة اخرى اقول تأمل اخي الكريم صورته رحمه الله مرة اخرى لتشاهد علامات الحزن على محياه الجميل اتدرون لماذا الحزن ؟
عين معلما في قرية نائية ولما يكمل السنة السابعة عشرة من عمره القصير رحمه الله وكان الابن المدلل خاصة وانه آخر العنقود بين اخوانه واخواته الاحياء وحبيب والدته رحمها الله وكان متعلق بها وهي كذلك (جمعهما الله في الفردوس الاعلى) لدرجة انه كان يقول اتدري انني استيقض في الصباح على نداء امي رغم انه في ابها وهي في الباحة ولكن تعلقه بها يحسسه بأنها توقضه من نومه ليذهب إلى مدرسته .
تعرض لمغريات كثيرة لجماله رحمه الله ولكن عصمة ربه وحسن تربيته حمياه من ارتكاب المحرم فاقسم لي بالله انه رغم تلك المغريات لم يقع في الحرام ابدا اي شخصية هذه واي تربية هذه ادعو له ايها الاخوة والاخوات بالمغفرة والرحمة .
واعود ثانية للشطر الثاني من استفسار ابي سهيل وهي صعوبة السفر بالزوجة من القرية إلى المدينة .
واقدم بين يدي ذلك توضيحا بسيطا يسهل على من لم يعش تلك الحقبة الفهم .
كعادة الاسر في ذلك الوقت الاب هو المسيطر على كل شئ فهو الذي يختار للابن الزوجة والابن آخر من يعلم عن ذلك الزواج الميمون وربما لا يعرف عن ذلك في اوقات كثيرة الا من الناس والشرط الرئيس الواجب توافره في الزوجة ان تكون قادرة على مساعدة الاسرة في الصرام والدياس وايضاكبر القربة من العناصر الاساسية في البنت المراد اختيارها يعني بالجملة ( حرة الحراير ) واذا اقتنع رب الاسرة بذلك وتوافرت هذه الشروط اقدم على خطبتها دون علم عريس الغفلة ولو تجرأ ورفض فالويل له ثم الويل ومن هو حتى يرفض اصلا ! ؟ ولا اعمم ولكن اقول هذا هو الغالب في ذلك الحين ومن عاش في ذلك الزمن من الشباب امثالي يعرف ذلك جيدا .
ولا يستغرب والحالة هذه ان يكون هناك صعوبة في السفر بالزوجة من القرية إلى المدينة وهذا ما ينطبق على الاخ الاكبر ، لولا اقدام اخيه الاصغر واقناعه لوالده ووالدته رحمهما الله رحمة الابرار وترحيب اخوهما الاكبر واستضافته في منزله وربما يكون الزوج ( سِمْرعة ) بكسر السين وتسكين الميم وراء مخففة مكسورة ما يقدر يحمي بنت الناس ويزيد الاب ( يغدي بشرهتها ووش يقل لابوها اذا ضيعها السمرعة ) .ولا تسألوني عن معنى سمرعة واعتقد والله واعلم انه اسم جامع ينظوي تحته معنى رخمة دجاجة هتلة ... الخ من الصفات الشائعة آنذاك .
وارجو ان تقبلوا مني اختتام هذه الحلقة بالابتسامة السابقة واعدكم بالتكملة في حلقة قادمة بمشيئة الله .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالحميد بن حسن ; 04-12-2008 الساعة 11:24 PM.

   

رد مع اقتباس