عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2009, 11:08 PM   رقم المشاركة : 3

 

أخي : ( سراب ) ولاحظ أنني أكتب اسمك بالعربية ، ما ذكرته في كلامك لا يوجب الحيرة فاللغة العربية لغةٌ واسعة ولذا سُميت باللغة الشاعرة ، وهي أعزّ اللغات وأعظمها وأجملها تميزت عن غيرها بأنّها لغة اشتقاق ولغة إيجاز ولغة إعراب ولغة تصوير وهو ما تفتقر إليه جميع اللغات ثم هي في البداية والنهاية لغة القرآن الكريم ولغة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم ولغة أهل الجنّة ، تعظيمها من تعظيم القرآن ومحبتها من محبة القرآن .
أمّا كلمة : إبل ، وقوم ، وناس ، وخيل ، وغيرها فهي بالفعل من الجمع الذي لا مفرد له من لفظه ولكن له مفرد من غير لفظه ومع ذلك فهذا المفرد له كذلك جمعٌ آخر ومن لفظه وهذا من جماليات اللغة العربية وتوسعها . وهذا النوع من الجموع يسمى باسم الجمع وهو على نوعين : نوعٌ له مفرد من غير لفظه كما ذكرت سابقا ونوعٌ له مفرد من لفظه منه : وفد – وافد ، ركب – راكب .
وأمّا كلمة ( إبل ) بالذات فقد وردت عند العرب في أشعارهم وكلامهم على معنيين : الأول معنى الحيوان المعروف والثاني معنى السماء أي كل ما ارتفع مغطيا الرأس ، وعلى هذا الأساس فسّر العلماء قوله تعالى :
( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رُفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت ) أي منهم من فسّر الإبل في هذه الآية بالحيوان المعروف ومنهم من فسّره بالسحاب . بينما تقف الكلمة عند معنى الحيوان المعروف في قوله تعالى ( من الإبل اثنين ومن البقر اثنين )
وأخيرا فكلمة إبل لا تُطلق إلا حين يبلغ عددها المائة أو يزيد ، قال صلّى الله عليه وسلم : ( الناس كإبل مائة ليست فيها راحلة ) ،و أما جمعها فعلى آبال أو إبلات وهو جمع الجمع . وأمّا سبب تسميتها بإبل ففيه كلامٌ ولكنّ أشهره أنّها سميت بذلك لتتابعا أثناء السير ومنه عند الخليل قوله تعالى : ( طيرا أبابيل ) أي طيرا متتابعة .

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس