عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2013, 10:12 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

2 رجب 1434هـ


** كان لك برنامج شهير اسمه "وجها لوجه" خصصته لمقابلة المسؤولين في الدولة، ومناقشتهم بكل صراحة وشفافية في أمور وخدمات أجهزتهم، حدثنا عن ذلك؟

كان برنامجا مهما، فيه من الشفافية الشيء الكثير.. وكان الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، في تلك الفترة متابعاً جيداً للإعلام السعودي، وكان كما يقال يسبب لنا قلقاً في التلفزيون نتيجة متابعته الدقيقة، ومن المواقف التي أذكرها أنني استضفت في برنامج "وجهاً لوجه" وزير البرق والبريد والهاتف الأسبق علوي درويش كيال، وتميزت الحلقة بالشفافية، ولم يشاهدها الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، تلك الليلة لكنه سمع عنها، وفي الصبح اتصل بي مكتب وزير الإعلام الساعة 9 صباحاً يطالبني بالقدوم عاجلاً لمكتب الوزير محمد عبده يماني الذي بادرني عند وصولي: "وش عملت البارحة".. قلت "والله ما عملت شيء يا معالي الوزير"، فقال لي: "طويل العمر اتصل يريد رؤية شريط حلقة البارحة من برنامج وجهاً لوجه"، فقلت له: "هذا برنامج اتفقت مع معاليك على مناقشة الضيوف بجدية فيه، وهذا ما حدث"..

فقال: "خذ الشريط وديه للملك الآن في قصره"، قلت: "طال عمرك ودوه مع أحد غيري"، قال: "لا روح أنت"، وبالفعل ذهبت، ودخلت قصر المربع وأنا خائف من ردة فعل الملك فهد، فإذا بضابط يستقبلني ويأخذ الشريط للملك، ويعود لي ويقول: "طويل العمر يقول لك لا تروح"، فجلست ساعة كاملة بعدها نزل الملك، وقال لي: "هلا أستاذ غالب، هذا الكلام اللي نبيه في برنامجك لا مجاملات ولا شيء من هذا، ويجب أن تعمل حلقة جديدة مع الوزير عن البريد، وقله ليش البريد يروح من الرياض لجدة، لكننا نلقاه في اليمن"، وبالفعل سجلنا حلقة جديدة، وأذكر كذلك أنه عندما أذيع خبر في التلفزيون السعودي عن الوساطة السعودية في لبنان، ووردت به معلومات غير دقيقة، اتصل الملك فهد الساعة الواحدة فجراً، وهو في جدة لتصحيح الخبر.

** وماذا عن مرافقتك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كثير من المناسبات؟ ما أبرز ما رسخ في الذاكرة؟

الملك عبدالله حبيب ومتواضع، وقريب من القلب، والشعب يحبه، وهناك الكثير من المواقف معه، حفظه الله، عندما كان ولياً للعهد، ومن المواقف التي لا تنسى مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ كنا في بيشة لتغطية مناورة عسكرية للحرس الوطني، وكنت مكلفاً بالتغطية مع الوفد المرافق لولي العهد الأمير عبدالله، آنذاك، وفي حفل غداء كنت جالساً قريباً من الملك عبدالله وحطوا الأكل، وبدأنا بتقطيع اللحم الذي كان حاراً جداً فحرقني ورفعت يدي بسرعة.. ورآني الملك عبدالله وقال ضاحكاً: "أنا خابر يا أهل التلفزيون إنكم رقيقين وناعمين"، وطالب أطال الله في عمره ضابطاً مرافقاً بمساعدتي في تقطيع اللحم.

** ما تعريفك للمواطنة والانتماء؟

المواطنة هي العطاء، والمحبة والخلق القويم.

** هل ندمت على دخول في المجال الإعلامي؟

لم أندم وما أزال أعشق الإعلام.. لكنني ندمت على رفض عرض وليد الإبراهيم، رئيس مجلس إدارة mbc، عندما طلبني وقال: "يا غالب نحن نبحث عن مدير لإذاعة mbc، وليس هناك أنسب منك، ونريد أن نستفيد من خبرتك وتجربتك"، لكنني بأسلوب لطيف رفضت عرضه لظروفي الاجتماعية، وصعوبة الانتقال إلى لندن, فاتفقوا مع جورج قرداحي، ولكن لو كنت أعرف أن هناك برنامج من سيربح المليون لما رفضت، وهذا ما ندمت عليه.

** هل الإعلامي يتقاعد عن العمل؟

الإعلامي لا يتقاعد، بل كلما كبر أعطى بكل قوة واحترافية.. ولكن نظام الخدمة المدنية السعودي هو من يجب أن يطور ويستثني بعض البارزين من الإعلاميين. وحكاية تقاعدي بدأت عندما رفع لهم أوراقي الدكتور عبدالله الجاسر، نائب الوزير الحالي، لاستثنائي من التقاعد، لكن لم يهتم أحد بذلك من مكتب الوزير آنذاك، وتمت إحالتي للتقاعد براتب خمسة آلاف ريال شهرياً دون أي دخل آخر.. بعد عطاء 37 سنة في خدمة إعلام الوطن، وصدقني لا يهمني الراتب التقاعدي لكنني نادم على عدم وجود تأمين صحي أو بناء مجمع سكني للمذيعين.. وأنا قد منحني الأمير نايف بن عبدالعزيز شقتين في إحدى العمارات بالرياض، ومُنحت أرضاً من سموه، رحمه الله، في مخطط نجد، وبعد حكاية الأسهم ودخولي لها خسرت كل شيء.

** كيف ترى الإعلام السعودي حالياً؟


الإعلام السعودي الرسمي ينفذ سياسة إعلامية ثابتة، وقواعد لا تحيد عنها، وفي عهد الملك عبدالله هناك المزيد من الحرية، لكننا لا نريدها بالشكل فقط في المذيعات والديكور، بل في المضمون، وهناك تسرع من الإعلاميين حالياً، وأخطاء لغوية تحتم أن يكون هناك جهاز تدريبي في وزارة الثقافة والإعلام لتدريب الشباب السعودي في الإعلام، وبوجود هيئة الإذاعة والتلفزيون هناك أمل في تحسين الأمور وتلافي السلبيات بقيادة الزميل عبدالرحمن الهزاع.

** عملت مع عدد من وزراء الإعلام السعوديين.. من ترى أن له الفضل في تأسيس خطوات إعلامية مهمة؟

بلاشك.. الشيخ جميل الحجيلان هو مؤسس الخطوات الأولى، ورجل كان نجم الإعلام السعودي في بداياته، وكان يتابعنا بكل صغيرة وكبيرة، ويمثل دافعاً للنجاح، ويناقشنا في كل شؤوننا، ودوره كبير في نقل الوزارة نحو آفاق أرحب، وكذلك الشيخ إبراهيم العنقري كان متابعاً جيداً، والوزير محمد عبده يماني كان رجل خير، وحبيباً ويساعد ويدعم، وكلهم فيهم الخير والبركة، ووزيرنا الحالي رجل معطٍ، ومبدع، والأمل في المزيد، وكذلك الدكتور عبدالله الجاسر، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي.

** ما رأيك في مسارات الصحافة الإلكترونية؟ وهل هي مؤثرة؟

مؤثرة بشكل كبير حالياً، والصحافة الإلكترونية رقم واحد الآن لسرعة نشر الخبر، وكفاءتها العالية، وهو إعلام العصر الراهن، ومؤثرة بشكل كبير جداً.

** لو عرض عليك العودة للإعلام مرة أخرى.. هل تعود؟

نعم أعود، وأوافق دون شروط، إلا أن يكون البرنامج معداً بشكل جيد، ومن إعداد المذيع بنفسه، وبرامجي كانت كلها من إعدادي إلا برنامج حروف من تلفزيون الشارقة.

** مَن مِن الشخصيات التي التقيت بها تأثرت بها؟

في مؤتمر الدول الإسلامية بمكة المكرمة قبل عدة سنوات قابلت الرئيس السنغالي عبدو ضيوف وحاورته عن الأوضاع السياسية، وأعجب بأدائي، وكان مسروراً من عملي، فطلب زيارتي للسنغال، وكلف السفير السنغالي في السعودية بالترتيب لزيارتي، وعندما وصل الموضوع للملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وافق، وكلفني بأخذ مجموعة من المصاحف بالفرنسي والعربي للمركز الإسلامي لتوزيعها هناك، مع أفلام إعلامية وثائقية، وهدايا تذكارية، وبالفعل زرت السنغال وقمنا خلال 18 يوماً بجولة ناجحة فيها.

** ماذا تقول عن مسيرتك الإعلامية؟

مسيرة حافلة بالمشقات والمتاعب، لكن عندما تجد الرضى، والقبول، والتقدير من المسؤولين والمحبين تصبح متعة ما بعدها متعة.

** يقال إن عملك في التلفزيون تسبب في فشلك زواجك مرتين؟

نحن ملك للإعلام والجمهور.. وبسبب الإعلام فشل زواجي مرتين، وحظي مع النساء عموماً قليل، بسبب الغيرة، وانشغالي بالتلفزيون والسفريات المتكررة، ولدي سائد، رائد، خالد، ماجد، محمد، وابنتان، سحر والدكتورة فاتن طبيبة أسنان.. وعندما أعود للرياض أعيش في ضيافة أولادي.

** ما هو أبرز ما غرسته في أبنائك؟


عزة النفس والقناعة والوفاء.

** ماذا تقول عن تكريمك من صحيفة "سبق" الإلكترونية في احتفاليتها بمرور خمس سنوات على تأسيسها؟

"سبق" عملت موقفاً إنسانياً وبادرة لطيفة.. وصدقني سبقتم الجميع، ولفتة جيدة جداً.. لقد كرمت في خارج الوطن.. ولكن تكريم "سبق" في الرياض له أهمية كبيرة في نفسي، وأشكركم، وفي المقدمة المهندس عبدالعزيز الخريجي، والزميل النشط علي الحازمي.. وأعجبني أنكم كلكم طموح وشباب الله يعطيكم العافية.

** ومسيرتك الإعلامية دافع لنا لنؤدي الرسالة على أكمل وجه.


(يتبع الصور)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس