عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2013, 09:59 PM   رقم المشاركة : 1
غالب كامل لـ"سبق": هذه ذكرياتي مع الملوك فيصل وفهد وعبدالله


 

.

*****

2 رجب 1434هـ

أكد تحسن حالته الصحية.. ورغبته في العودة للإعلام من جديد
"ملك المايك" غالب كامل لـ"سبق": هذه ذكرياتي مع الملوك فيصل وفهد وعبدالله




- نظام الخدمة المدنية أجبرني على التقاعد براتب 5 آلاف ريال.
- الملك فهد متابع دقيق للإعلام ويقول لي: في الإعلام لا مجاملات.
- الملك عبدالله ضحك عليَّ لأن أهل الإعلام رقيقون وناعمون.
- ندمت على رفض عرض وليد الإبراهيم لمنصب مدير إذاعة mbc
- رفضت الانتقال إلى لندن فاتفقوا مع جورج قرداحي لتقديم "من سيربح المليون"
- بسبب التلفزيون فشل زواجي مرتين
- الإعلامي لا يتقاعد بل كلما كبر أعطى بكل قوة واحترافية
- مُنحت أرضاً من الأمير نايف فخسرتها في الأسهم
- الحرية الإعلامية لا نريدها بالشكل فقط والمذيعات والديكور بل في المضمون


- أجرى الحوار: شقران الرشيدي- تصوير: فايز الزيادي- سبق- الرياض:
يقول الإعلامي السعودي المخضرم غالب كامل إنه لم يندم على دخول الإعلام لأنه مهنة المتعة، رغم المشقات والمتاعب.. ويؤكد في حواره مع "سبق" على أهمية الثقافة الجيدة، والصوت الجميل، وسعة الاطلاع في المذيع الناجح.. ويشير إلى أنه تمت إحالته للتقاعد بعد أكثر من 37 عاماً في الإعلام السعودي بخمسة آلاف ريال فقط، على الرغم من أن الإعلامي البارز لا يتقاعد، بل ينضج كلما زادت سنوات خبرته.

وتناول الحوار مع الإعلامي الكبير "ملك المايك" الكثير من الذكريات والتجارب الإعلامية عبر مسيرته الإعلامية الحافلة.. فإلى تفاصيل الحوار..

** الجميع يسأل عنك أستاذ غالب كامل.. حدثنا عن أسباب غيابك الطويل وحالتك الصحية الآن؟

أولا أنا سعيد بهذا اللقاء مع "سبق".. وتحياتي للوطن وأبناء الوطن، ولقائد الوطن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله..

والآن الحمد لله صحتي طيبة، وبداية مرضي كنت قد تعرضت لنزلة برد شديدة والتهاب في الرئة، وجرح صغير في إحدى الحويصلات الهوائية، وأصبح معه التنفس صعباً للغاية، وأخذت مضادات حيوية، وبعد تحسن صحتي قليلاً تركت العلاج، ولم أستمر عليه كما نصحني الطبيب المعالج، وتطور معي المرض إلى انتكاسة، والفيروس وجد الرئة غير مقاومة وضعيفة فرقدت في المستشفى الملك خالد الجامعي شهراً كاملاً.

ونصحني الطبيب الاستشاري بمغادرة مدينة الرياض لأن جوها مليء بالغبار الذي يثير الحساسية ضدي، فاخترت المدينة المنورة، واستأجرت مكاناً بقرب الحرم النبوي، واستمررت عاماً كاملاً هناك، إلا أن جوها كان يميل للبرودة في الليل، مما سبب عندي حساسية زائدة، ونقلت مرة أخرى للمستشفى في المدينة المنورة، وكنت هناك أشارك في تقديم المناسبات الرسمية، لكنني عدت للرياض مرة أخرى، ونصحني الطبيب بمغادرة المملكة، والذهاب لبلاد الشام لاعتدال مناخها، واخترت الأردن لوجود أصدقاء إعلاميين، ولقربها من المملكة، وجلست هناك ثلاثة شهور، وتحسنت صحتي، وتبعتها بثلاثة شهور أخرى حتى تحسنت تماماً، فعدت للرياض معافى، وبعد أسبوعين جاء موسم الغبار وتعبت صحياً..

وعندها طالبني الاستشاري بالبقاء في الأردن فترة أطول حتى يكون التحسن كاملاً، وكان من المقرر إجراء عملية جراحية في الرياض، وقص جزء من الرئة لمعالجة مشكلة الحويصلة الهوائية؛ لكنني استخرت ورفضت ذلك، فطالبني الاستشاريون الذين فحصوني بالبقاء في الأردن فترة أطول حتى تستعيد الرئة عافيتها، وبالفعل ذهبت هناك، واشتريت منزلاً بسعر معقول، وبقيت خمس سنوات متواصلة، ثم رجعت سليماً معافى، وكأنني لم أصب، بل كنت مهيأ للعودة للعمل، رغم أنني تقاعدت رسمياً من الوزارة حسب نظام الخدمة المدنية، ورغبت في استئناف العمل من جديد، لكن أتى موسم الغبار في الرياض، وانتكست الصحة مرة أخرى.

وقال الطبيب لي عند حلول موسم الغبار غادر الرياض وعد عندما ينتهي، والآن وضعي طيب ولله الحمد، وصحتي جيدة بفضل دعوات المحبين والأصدقاء، وأنا الآن بخير.

** هناك مقولة يرددها محبوك أنك "غالبٌ وكاملٌ في الإعلام".. ما تعليقك؟

لا غالب إلا الله، ولا كامل إلا الله، وما توفيقي إلا بالله، والمبالغة ليست طيبة؛ فكل ما تحقق هو بتوفيق الله، ثم بدعم المسؤولين، ومحبة الناس، وليس لي فضل فيما تحقق، فالإعلامي عندما يجد الدعم يبدع في عمله أكثر.

** وأنت صاحب الخبرة العريضة في الإعلام.. ما هي مقومات الإعلامي الناجح؟

الصوت مهم جداً، وهذه موهبة من الله لا دخل للإنسان فيها، ثم الثقافة العامة واللغة السليمة.. فاللغة تجعل المذيع في مأمن، ومن الصعب اللحن في اللغة في وطن ومهد اللغة العربية، كذلك سعة الاطلاع التي تعطي فرصة للمذيع الناجح، مع وجود ثقافة جيدة، وسرعة بديهة في المواقف المختلفة، وتقود للارتجال على الهواء دون كتابة، وهذا هو ما يمنح النجاح للمذيع لفترات أطول، وأنا كنت مذيعاً ومعداً ومنتجاً فنياً للأخبار.

** ارتبط اسمك كمذيع مرافق للملوك.. حدثنا عن بداية تجربتك في هذا الجانب؟

بدأت رحلتي الإعلامية مع المناسبات الرسمية في عهد الملك فيصل، رحمه الله، وأذكر أنه لم يكن في الرياض إذاعة عام 1384هـ، بل موصلة عادية تستقبل وتبث، في حين أن الإذاعة الرسمية كانت في جدة، وكان مذيع الملك فيصل المعروف هو الإعلامي بدر كريم، وتم اختياري من مدير إذاعة الرياض زهير الأيوبي لمرافقة الملك فيصل في افتتاح كلية "قيادة الأركان" الواقعة في شارع الملك عبدالعزيز بالمطار القديم..

ومن المواقف التي لا أنساها بعد أن عمل الملك جولة على الكلية، وجلس يكتب في سجل الزيارات، وجلست بجانبه ومعي المايكروفون، وقلت: "بسم الله الرحمن الرحيم هذه الآية الكريم الخالدة التي يستهل بها الفيصل كل قول وعمل"..

فتوقف الملك فيصل عن الكتابة، والتفت لي قائلاً: "الحين فيصل قال تقولونه وتذيعونه، فيصل عمل أيضا تذيعونه.. طيب فيصل كتب وش عليكم منه".. فقلت "طال عمرك حتى فيصل كتب لنا فيه"، فقال: "مصرين"، قلت: نعم، قال: "بكيفكم لا حول ولا قوة إلا بالله"..

وهناك موقف آخر بمناسبة افتتاح المصانع الحربية بالخرج، فعندما أزاح الستارة عن لوحة تذكارية وقفت وقرأتها، وانتقل الملك لقص الشريط وتأخرت بعده، وحاولت بسرعة مع المصور مواكبته والدخول من تحت الشريط المفترض أن يقصه حتى يكون المايكروفون مقابلاً له، ودخلنا من تحت الشريط لكن تعلقت كاميرا المصور في الشريط، وسقطت الكاميرا والشريط على الأرض أمام الملك فيصل والمسؤولين المرافقين، وإذا بالملك فيصل، رحمه الله، يضحك من الموقف، ويطمئن علينا، ويقول: "سلامات سلامات"، وقلت: "سماحنا طال عمرك"، قال: "لا لا خذوا راحتكم لما تجهزوا علموني"، وبالفعل انتظر، رحمه الله، حتى جهزنا الكاميرا والشريط من جديد، وبعدها قص الشريط وهو يبتسم.

وفي مناسبة بعدها رآني الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، وكنت أمشى مع المرافقين، وقال لي ضاحكاً: "يا غالب انتبه لا تطيح"، وما كمل كلامه إلا وتعثرت في السلك، فضحك وقال للملك فيصل: "شفت يا طويل العمر مع إني حذرته".

كما أن من المناسبات الحزينة التي لا تنسى نقلي لمراسم دفن الملك فيصل، حيث كلفت بنقلها على الهواء مباشرة من مسجد العيد، وكنا نذيع من فوق سدة المكبرات، وأنقل بالصورة والصوت تفاصيل المراسم، وإذ بموكب جنازة الملك فيصل قادم، ولكن ليس كما كان، بل كان هادئاً حزيناً، وفي منظر مبكٍ وأبناؤه الأمراء يسيرون أمامه..

وقلت باكياً: "يا أيها الإخوة.. ما للرياض اليوم حزينة ملتاعة في فقدان الفيصل.. إلخ"، وبعدها استدعاني الأمير محمد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وقال: "يا غالب أنت بكيتنا اليوم، والله بكيتنا من عباراتك".

(يتبع)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس