عدد النقاط : 10
رحم الله أبا عبد الله رفيق الدّرب والصّبا وزميل الدّراسة ، كُنّا مع بعض وبجانب بعض على مقاعِد الدِّراسة لتسع سنوات مِن عُمرنا قضيناها بجِدّ لا نعرف معه الكسل أو الملل ، كُنّا أخوين متحابّين متنافسين في كلّ شيئ في الدّراسة والحضور المُبكّر إلى المسجد ونحن حديثيّ السنّ ورُبّما يتمّ ذلك للتّنافس الشّريف أو إحتلال مكانة عِند كبار السّنّ والذكر الحسن ! كُنّا نقتسم الوجبة مِن الزّاد وحُبّنا دائماً في ازدياد تجدنا مع بعض في الأزمات والتّصدّي لها مهما بلغت التّحدّيات وكأنّ كلاً مِنّا مسؤول عن الآخر لما تربطنا مِن أخوّة وزمالة ومحبّة صادقة ولما تربط والدينا مِن صلة أخوّة ورضاع ! الإبتسامة لا تفارقنا والمواقف الطّريفة نصنعها مع بعض ، كنّا لا نفترق عن بعض بحكم القرب الزّماني والمكانيّ فنحن أتراب وأصحاب وأقراب ؛ ولم يفرّقنا إلاّ العمل الوظيفيّ بعد التّخرّج فقد عُيّن بالمنطقة الجنوبيّة بينما عُيّنت في الباحة ومع هذا نترقّب الإجازة بلهفة وشوق لنلتقي ثانية ونستعيد ذكرياتنا التّنافسيّة الجميلة . رحم الله الصّديق الصّادق والوفيّ المخلص في أخوّته وصداقته وزمالته وذكرياتي معه لا تُنسى ولا تنمحي مِن ذاكرتي فرحمه الله رحمة الأبرار . أشكرك يا أبا أديب فقد كُنت وفيّاً لِمن عرفتهم ، سبباً في الدّعاء لهم سبّاقاً إلى كلّ عملٍ خيّرٍ تهديه للأموات قبل الأحياء وهذا مِن كرمك وطِيبك بارك الله فيك وكتب أجرك ولا حرَمَك مِمّا قدّمت وتقدّم ، ولك تحيّتي ومحبّتي