عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009, 11:41 PM   رقم المشاركة : 55

 

.

*****

عبدالرحيم البرعي

عسى منْ خفـي اللطـفِ سبحانـهُ لطـفُ = بعطفـهِ بـرٍ فالكـريـمُ لــهُ عـطـفُ
عسى منْ لطيـفِ الصنـعِ نظـرة ُ رحمـةٍ = إلى منْ جفاهُ الأهـلُ والصحـبُ والألـفُ
عسـى فـرجٌ يأتـي بــهِ اللهُ عـاجـلاً = يسـرُّ بـهِ الملـهـوفُ إنْ عـمـهُ اللهفُ
عسـى لغريـبِ الـدارِ تدبـيـرُ رأفــةٍ = وبرٌّ منَ البارى إذا العيـشُ لـمْ يصـفُ
عـسـى نفـحـة ٌ فـرديـة ٌ صمـديـةٌ = بها تنقضـي الحاجـاتُ والشمـلُ يلتـفُّ
فإنـيَ والشـكـوى إلــى اللهِ كـالـذي = رمى نفسـهُ فـي لجـة ٍ موجهـا يطفـو
فمـنْ مـحـنِ الأيــامِ قلـبـي مـعـذبٌأ = لـمَّ بروحـي قبـلَ حتـفِ الفنـا حتـفُ
وإني لأرضـي مـا قضـى اللهُ لـي = ولـوْعبدتُ علـى حـرفٍ لأزرى بـي الحـرف
ولمْ أبنِ حسنَ الظـنِّ فـي سيـدي = علـى شفا جـرفٍ هـارٍ فينهـار بـي الجـرفُ
ولكـنْ دعــوتُ اللهَ يكـشـفُ كربـتـي = فمـا كربـة ٌ إلا ومـنـهُ لـهـا كـشـفُ
فكـمْ بسطـتْ كـفٌ بـسـوءٍ تريـدنـي = فقـالَ لهـا الكافـي ألا غـلـتِ الـكـفُّ
وكمْ هـمَّ صـرفُ الدهـرِ يصـرفُ نابـهَُ = عليَّ فجـاء الغـوتُ وانصـرفَ الصـرفُ
ولــمْ أعتـصـمْ باللهِ إلا ومــدَّ لــي = منَ البـرِّ ظـلاًّ فـي رضـاءٍ لـهُ وكـفَ
وإنـي لمستـغـن ٍ بفـقـري وفاقـتـي = إليـهِ ومستقـوٍ وإنْ كـانَ بـي ضـعـفُ
وفـي الغيـبِ للعبـدِ الضعيـفِ لطـائـفٌ = بهـا جفـتِِ الأقـلامُ وانطـوتِ الصحـفُ
فكـمْ راحَ روحُ اللهِ فـي خلـقـهِ وكــمْ = غـدا قبـلَ أنْ يرتـدَّ للناظـرِ الـطـرفُ
بقـدرة ِ مـنْ شـدَّ الهـوا وبنـى السمـا = طرائقَ فـوقَ الأرضِ فهـيَ لهـا سقـفُ
ومـنْ بسـطَ الأرضيـنَ فهـي بلطـفـهِ = لحـيِّ بنـى الدنـيـا وميتـهـمْ ظــرفُ
وألقـى الجبـالَ الشـمَّ فيـهـا رواسـيـاً = فليـسَ لهـا مـن قبـلِ موعدهـا نسـفُ
وألبسهـا مـنْ سنـدسِ النبـتِ بهـجـةً = منْ القطرِ مـا صنـفٌ يشابهـهُ صنـفُ
وسخـرَ مـنْ نشـرِ السحـابِ لواقـحـاً = إذا انتشـرتْ أدرتْ سحائبـهـا الـوطـفُ
وأنـشـأَ مــنْ ألفافـهـا كــلَّ جـنـةٍ بهِا الأبُّ = والريحـانُ والحـب والعصـفُ
ويعلـمُ مسـرى كـلِّ ســارٍ وســاربِ = ومـا أعلنـوهُ مـنْ خطايـا ومـا أخفـوا
و يحصى الحصى َ والقطرُ والنبتُ في الثرى = والأحقـافُ عـدٌّ قـلَّ أوْ كثـرَ الحـقـفُ
ويدري دبيبَ النملِ فـي الليـلِ إنْ سعـتْ = وإنْ وقفـتْ مـا أمكـنَ السعـيُ والوقـفُ
ووزنِ جـبـالٍ كـــمْ مثـاقـيـلَ ذرة ٍ = وكـيـلُ بـحـار ٍلا يغيضـهـا نـــزفُ
وكمْ فـي غريـبِ الملـكِ والملكـوتِ مـنْ = عجائـبَ لا يحصـى لأيسرهـا وصــفُ
فسبحـانَ مـن إنْ هـمَّ وهــمٌّ يقيـسـهُ = بـكـفءٍ وتكيـيـفٍ يلجـمـهُ الـكــفُّ
ولـمْ تحـطِ الـسـتُّ الجـهـاتُ بـذاتـهِ = فأيـنَ يكـونُ الأيـنُ والقبـلُ والخـلـفُ
وأنـتَ غيـاثـي عـنـدَ كــلِّ ملـمـة ِ = وكهفـي إذا لـمْ يبقَبيـنَ الـورى كهـفُ
فكـمْ صاحـبٍ رافقـتـهُ ليـكـونَ لــي = رفيقاً فأضحى وهـوَ بـادي الجفـا خلـفُ
وماشيـتُ مـن قـومٍ عــدوٌ صديقـهـمْ = إذا استنصـروا ذلـوا وإنْ وزنـوا خفـوا
طبـاعُ ذئـابٍ فــي ثـيـابٍ جميـلـة ٍ = بصائـرهـمْ عـمـيٌ قلوبـهـمُ غـلـفُ
يـلـوحُ عليـهـم للـنـفـاقِ دلائـــلٌ = وبالحكِّ يبـدُ الزيـفُ والذهـبُ الصـرفُ
فحلْ سيـدي مـا عشـتُ بينـي وبينهـم = بحولـكَ حتـى يخضـعَ الفـردُ والألــفُ
وأعلِ مقامي وانصـبْ اسمـي بخفضهـمْ = ليصرفَ كـلُّ اسـمٍ يحـقُّ لـهُ الصـرفُ
لأنــكَ معـروفـي ومـنـكَ عـوارفـي = إذا استنكـرَ المعـروفُ وانقطـعَ العـرفُ
وأثبـتْ بنـورِ العلـمِ والحلـمِ منـكَ لـي = سعـادة َ حـظٍ مــا لمثبتـهـا حــذفُ
وأيـدْ بحـرفِ الكـافِ والنـونِ حجـتـي = ليسبـقَ لـي مـنْ كـلِّ صالحـة ٍ حـرفُ
وقـلْ فـزتَ ياعبـدَالرحيـمَ برحـمـة ٍ = ومغـفـرة ٍ يــومَ المـلائـكُ تصـطـفُّ
وأكـرمْ لأجلـي مـنْ يليـنـي وأعطـنـا = مـنَ النـارِ أمنـاً يـومَ كـلٌّ لـهُ ضعـفُ
وصـلِّ عـلـى روحِ الحبـيـبِ محـمـدٍ = صلاة ً علاهـا النـورُ وانتشـرَ العـرفُ


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس