عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2010, 08:16 PM   رقم المشاركة : 23

 







الحلقة ( 14 ) من رباعيات الخيام
.


فكم على ظهر الثرى من نيام =وكم من الثاوين تحت الرغام
وأينما أرمي بعيني أرى =مشيعا أو نهزة للحمام
(=)
يا ربّ في فهمك حار البشر =وقصر العاجز والمقتدر
تبعث نجواك وتبدو لهم =وهم بلا سمع يعي أو بصر
(=)
بيني وبين النفس حرب سجال =وأنت يا ربّي شديد المحال
أنتظر العفو ولكنني =خجلان من علمك سوء الفعال
(=)
شقت يد الفجر ستار الظلام =فانهض وناولني صبوح المدام
فكم تحيينا له طلعة =ونحن لا نملك ردّ السلام
(=)
معاقرو الكأس وهم سادرون =وقائمو الليل وهم ساجدون
غرقى حيارى في بحار النهى =والله صاح والورى غافلون
(=)
كنّا فصرنا قطرة في عباب =عشنا وعدنا ذرة في التراب
جئنا إلى الأرض ورحنا كما =دب عليها النمل حينا وغاب
(=)
لا أفضح السر لعال ودون =ولا أطيل القول حتى يبين
حالي لا أقوى على شرحها =وفي حنايا الصدر سري دفين
(=)
أولى بهذي الأعين الهاجدة =أن تغتدي في أنسها ساهدة
تنفس الصبح فقم قبل أن =تحرمه أنفاسنا الهامدة
(=)
هل في مجال السكون شيء بديع =أحلى من الكأس وزهر الربيع
عجبت للخمّار هل يشتري =بماله أحسن مما يبيع
(=)
هوى فؤادي في الطلى والحباب =وشجو أذني في سماع الرباب
إن يصغ الخزاف من طينتي =كوبا فأترعها ببرد الشراب
(=)
يا مدعي الزهد أنا أكرم =منك وعقلي ثملا أحكم
تستنزف الخلق وما أستقي =إلا دم الكرم فمن آثم؟
(=)
الخمر كالورد وكأس الشراب =شفت فكانت مثل ورد مذاب
كأنما البدر نثا ضوءه =فكان حول الشمس منه نقاب
(=)
لا تحسبوا أني أخاف الزمان =أو أرهب الموت إذا الموت حان
الموت حق لست أخشى الردى =وإنما أخشى فوات الأوان
(=)
لا طيب في الدنيا بغير الشراب =ولا شجى فيها بغير الرباب
فكرت في أحوالها لم أجد =أمتع فيها من لقاء الصحاب
(=)
عش راضيا واهجر دواعي الألم =واعدل مع الظالم مهما ظلم
نهاية الدنيا فناء فعش =فيها طليقا واعتبرها عدم


لكم أطيب التحية والسلام ، وأزكى التقدير والاحترام.
.


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس