ِِعندما يغيب أغلى الناس فنحوم حول الذكريات نتشبث بها لنخفف بها الم الفراق , حين نرى المستقبل أسود من دونهم . ولكن نحاول أن نلملم اشتياقنا... ونلملم بقايا الحب تجاههم نحاول أن نتذكر آلامنا وأحلامنا معهم لعلنا ننسى رحيلهم ونتذكر أنهم كانوا سبباً لدموعنا وأحزاننا بفراقهم المر .
إلا أن حبهم أقوى من أن نطويه كصفحةٍ سوداء,
لذا نكتفي بأن نتذكر أننا أحببناهم من قلوبنا ولا زال وسيبقى حبنا لهم إلى أن نلقى الباري ليحشرنا وإياهم مع المتحابين فيه .
فقدناك أبا صالح / عطية بن صالح آل عبادة وكان يوم عصيب يوم السبت الموافق 11/8/1430هـ . يوم فارقت روحك جسدك الطاهر. هكذا غيبك الموت عنا.
عزاؤنا فيك انك استقبلت هادم اللذات بيقين ثابت وإيمان راسخ وصبر على ابتلاء الله لك, وقدره عليك . لسانك يلهج بذكر الله وابتسامتك لا تفارق محياك كعادتك .
القلب يحزن والعين تدمع وإنا على فراقك يا أبا صالح لمحزونون
من أين ابدأ وما ذا عساني أقول ؟ هل ابدأ من سن الطفولة ومراتع الصبا ؟ وماذا عساني اذكر ؟ أتحدث عن عطية المربي الفاضل , الأب المثالي والناصح الأمين ,القدوة الحسنة في التواضع وحسن الخلق وصلة الرحم وحب الخير للناس , زهده في الدنيا, نشأته في طاعة الله , تفانيه في بره بوالديه ,تواصله مع القريب والبعيد , حياته التي عاشها يحمل هم الجميع أهل بيته أقاربه جماعته أصدقائه , لم يفتأ يسأل عن أحوال وصحة الجميع من الأهل والأقارب , ذِكره ونسبه الفضل لأهل الفضل , تواضعه , عفته , حثه على الصفاء والنقاء والتلاحم والترابط , والأمر بالمعروف , خلقه وأدبه وتواضعه , محافظته على صلاة الجماعة في المسجد , استقامة منذ الصغر وفي شبابه...... ووو و ..لن استطيع تعداد مناقبه فلن توفيه كلماتي حقه .
ماتت بموتك البسمة الصادقة يا أبا صالح وفقدنا الصفاء والوضوح والنقاء غاب الكرم والتواضع .
ذكرياتي معه لا تنتهي تعاملت معه وكانت معاملة الصديق لصديقه رغم فارق السن, ولكن تحت مظلة التقدير والاحترام , والذي هو سجية فيه وطبيعة جُبل عليها مع القريب والبعيد والكبير والصغير, هكذا عرفناك أبا صالح .
خطفك هادم اللذات بعد أن صارعت الآلام حتى صرعتك , وأنت الصابر المحتسب , نزورك للسلام عليك وإذا بك تؤنسنا وتسلينا تصارع المرض وتخفي آلامك وتبدي لنا السرور كأنك في صحة وعافية والألم يعتصرك يا له من إيمان راسخ يا له من رضاً بقضاء الله وقدره ... لله درك نشأت وترعرعت في طاعة الله أحسبك ممن نشأ في طاعة الله ( اسأل الله أن تكون من السبعة الذين يضلهم تحت عرشه ) هذا ما نحسبك والله حسيبك .
زرعت حبك في القلوب بأدبك الجم وأخلاقك الفاضلة وطيب معشرك ودماثة خلقك وحبك لكل من تعاملت معه والتضحية بكل ما في وسعك لإسعاد من حولك .
حياة كهذه ملؤها التضحية والحب والوفاء تحت مضلة الإيمان بما قسم الله في طاعة للرحمن وإلا فلا ...
لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل رضينا بقضاء الله وقدره ولا اعتراض ولا تسخط غفر الله ذنبك ورفع قدرك غاب جسدك الطاهر وذكرك في القلب راسخ والذكر للإنسان عمر ثاني .. إلى جنة الخلد إن شاء الله يا أبا صالح. إلى جنة عرضها السموات والأرض والى رحمة الله التي وسعت كل شي . هناك مقرك ومستقرك
لقد كان موتك ُثلمةٌ لا يسدها شيء ومصيبة تجرعنا مرارتها لا نقول إلا إنّا لله وإنّا إليه راجعون
الموت لا والدا يبقي ولا ولدا ..... هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
كان النبي ولم يخلد لأمته ...... لو خلد الله خلقا قبله خلدا
للموت فينا سهاما غير خاطئة .... من فاته اليوم سهم لم يفته غدا
ملكت القلوب وسكنت سويداؤها بحبك للناس وحبك الخير للجميع والتودد لهم فبادلوك الحب بالحب والمودة بالمودة وبموتك بكت القلوب قبل العيون ...
ولكن سيرتك العطرة وما تركته من ارث ثمين ممن حمل اسمك من أبنائك البررة حين ربيت فأحسنت التربية وإخوانك الثقات الذين ساروا على نهجك وتعليمك هي ما خفف عنا ألم المصاب ولوعة الفراق ...
اللهم ارحمه تحت الأرض وارحمه يوم العرض
اللهم اغفر له وارحمه واعف وتجاوز عنه برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم يمن كتابه وثقل ميزان حسناته وبيض وجهه وثبته على الصراط
وأجره من نارك وأدخله جنتك جنة الفردوس الأعلى برحمتك وفضلك
اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات صفحا وغفرانا
اللهم اغفر له ذنبه كله دِقه وجله أوله وآخره علانيته وسره
اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه برحمتك يا أرحم الراحمين واجمعنا به وبوالدينا وموتانا وموتى المسلمين في مستقر رحمتك
وإنا لله وإنا إليه راجعون