عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2009, 09:14 PM   رقم المشاركة : 8

 


أخي الفاضل / محمد بن عجير
ربما الفترة الزمنية الطويلة التي غيبتك عن الديرة هي التي إعادتك إليها مرة ثانية .. ولكن بشكل مختلف تماماً عما كان عليه الوضع في الزمن الماضي .

ربما أخذتك العبرة مراراً وارتسمت الابتسامة على محياك مرات وكل ذلك بجلستك في مسجد القرية وبالذات في رمضان

ذكريات لن تمحوها السنين والأحداث


افتقدت أيضا صوت المدفع الذي كان يصلنا مع مغرب كل ليلة في رمضان من الباحة لينساب بعد ذلك صوت أذان الخال علي بن قسقس في العبالة وصوت العم مسفر رمزي في المناشلة وصوت العم مسفر الزبير في الباردة وصوت العم سعيد بن هضبان في المردد وصوت العم صالح بن حمدان بن جحيش أو العم حسن بن يحي أو الخال مسفر الصاغي في الحلة ومن دون مكبرات للصوت .


أرجعتني إلى الوراء ما يقارب الأربعون عاماً وذكريات البندقية الساكتون والطيور الجميلة قبيل آذان المغرب في لوز البيعلامة والحبل وفي جون بيت العم احمد بن عبد الرحمن وكذلك في حوزة المناشلة تحت المشمش والتفاح

ساحة المسجد بعد صلاة العصر وكأنها مجلس رسمي يجلس فيه كبار السن يعلقون على بعضهم تعليقاً لطيفاً وتشعر أن فيه محبة صادقة لبعضهم من تلك الابتسامات التي تعلو محياهم .

جلسة الإفطار في ساحة المسجد


تمر تنك ليت عندي منه الآن كم تنكة أو تمر عدل أو جواليق
والقهوة كل ليلة من بيت ويحدث نوع من المداعبة على كثرة الهيل وقلته
وكنت أتذكر واحد من الجماعة يقول لنا لا احد ياخذ أكثر من حبة من التمر وهو كان ياخذ ثلاث ثلاث


كنت أتذكر أن العم سعيد بن عطية يعلن أن اليوم الفلاني سوف احضر سنبوسه . يا سلام نجلس نترقب ذلك اليوم بفارغ الصبر وتصور كم نصيب كل واحد ( حبتين )
لذيذة جداً لماذا لا ادري واليوم أصناف السنبوسات باللحم والدجاج والجبن والخضار .. ويا لله لك الحمد والشكر حبة واحدة وتقول كنّ من يقول يحول الله بينك وبينها .


لكن الأهم من ذلك
هل ارتحت في الصيام في القرية وهل كان له نفس اللذة والحلاوة في ذلك الزمن قبل أكثر من 38 عاماً
هل شعرت بالخشوع في صلاتك في مسجد القرية


أما المتغيرات
صلاة التراويح في القرية تكاد تكون خالية من الأولاد ويكون هناك نوع من الخشوع والمتابعة مع الإمام
بعكس المدن يكاد يكون السجد نصفه أطفال لهم غلبة ولجبة والظاهر أن الأب محكوم عليه بأن يصطحبهم معه ليتعلموا ويرتبطوا بالمسجد والحقيقة أن الأم تبي تفتك منهم


أنا أتوقع أن تردد النساء على المساجد لسببين الأول للعبادة والثاني لرؤية بقية نساء القرية الظاهر أن الزيارات بين البيوت تكاد تكون معدومة

شكراً لك فقد نشطت الذاكرة لدينا

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس